عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-17, 04:24 PM   #963
إمبراطورة البحر

الصورة الرمزية إمبراطورة البحر

آخر زيارة »  08-23-20 (12:57 PM)
المكان »  على طرف غيمة .. ❤
الهوايه »  إسعاد الآخرين ^-^ ..
اذكروني بدعوة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






( مطر)


بدأت القصة من أيام طفولتها
حين كانت تلعب مع أطفال الجيران في الحديقة
كان هو مميز بطبعه فآسر قلبها
ولإسمه وقع خاص وميزة آخرى
ثلاث حروف شعل الحب في قلبها
ميم طاء راء .. كان مطرها
لم يكن أطولهم ولا أوسمهم ولا حتى أكثر غنى عنها
لكن قلبه كان كافياً لها
لتعلن للعلن " مطر فارس احلامها "
الجميع علم بأمرها .. والجميع غار من حبها
لكن لم يستطع أحداً ان يعترض طريقها
بلغت الثلاث والعشرين من عمرها
أصبحت شابة جميلة جداً والكل يرغب بها
لكنها أعلنت ومنذ سنوات عديدة
أنها لمطر وغير مطر لن يكون زوجاً لها
تقابلا ذات يوم خلسةً في حديقة منزلها
قال له كلمة .. صبغ اللون الأحمر وجهها
" أحبكِ " أكثر كلمة تحب سماعها
تشعرها بسعادة غامرة حينها
أما من جهتها فالصمت كالعادة يغلبها
تحول نبرته من حب ووله إلى الجدية
" بتقدم لج اليوم .. شو قلتي ؟ "
تفاجأت بطلبه بل العكس كانت تنتظره بشغف مدة طويلة
كان قلبها يرقص من الفرح رغم سكون ملامح وجهها
هزت راسها معلنة عن وافقة
وأطلقت العنان لقدمها
غمرت السعادة قلبه وقلبها
جاء المساء طويلاً عليها
وأتى هو مع اهله قبل أن ياتي غيره ويسرقها
تمت الخطبة وحدد موعد الزواج ليلة الخميس بمنزلها
أربعة أيام تفصلها عن مطرها
أخذت تتحضر وتشتري هذا وذاك لتبهره في ليلتهما بجمالها
مضت الأيام طويلاً عليها وسريعاً على من حولها
وأتى اليوم المنشود ليشبك يده بيدها
ليكون " حرم مطر " اسمها
كانت تجلس والإنتظار يقتلها
بدأ الضيوف بالتوافد لمنزل أهلها
والكل يبارك ويتمنى لهما حياة سعيدة
" مطر وصل ول بعده ي نور ؟ "
" لا أختي بعده تأخر وايد "
أكان لها أن تقلقها أكثر بكلامها ؟؟
أخذت تدعي ربها بأن يأتي بمطرها سالماً معافاً لتقر عينها
طال الوقت وطال الإنتظار والتعب بدأ يظهر عليها
" بنتي "
" شو يبا .. مطر وصل صح ؟ "
ملامح وجه والدها كانت تزيد من دقات قلبها
" قول يبا .. مطر وصل صح ؟ "
دمعة قاسية انسابت على خد والدها
وهو يحاول جاهداً إخفائه عنها
" يبا .. تكفى قول انه هني .. أنا نتظره خله ايي "
كانت دموعها تنهمر قبل ان تعرف الخير الذي سيحدد مصيرها
" بنتي .. مطر عطاج عمره "
كانت الصدمة أكبر من ان تتحمله قلبها
الذي تعلق ولم يعرف طريقاً للفرح غير مطرها
كيف إذن ؟ .. ألن تزف لمطرها ؟
ماذا عن قوة حبها الذي أبعد الجميع عن طريقها ؟
ألم تكن كافية لتحمي بها مطرها ؟
توقفت وخرجت مسرعة تبحث عنه في وجوه ضيوفها
وهي تنادي بإسمه .. تنادي عله يرويها
لكن لا شيء سوى وجوه حزينة ، مشفقة على حالها
لم تقوى أكثر فأنهارت بمكانها
في الجهة الآخرى حيث يحضر سيارته لينطلق إليها
" سعيد أنا الي بسوق وأنت اقعد مرتاح وخل الأهل اييون بسيارة ثانية "
" احلف انت بس .. ليش أن المعرس ول أنت "
تعالت الضحكة من قلبيهما فرحةً وسعادةً
" تدري سعيد مب مصدق إني أخيراً بتزوجها .. حلم وبيتحقق .. ما تدري اشكثر انا مستانس "
" الله يسعد يأخوي .. عاد اذا بتقعد مب مصدق .. بيروح علينا العرس وبيزوجونها غيرك "
" تو شزينك خربتها لا بركتن فيك .. اقول اركب اركب عن أخليك اتيي مشي "
كان مصراً على أن يقودها ..
طول الطريق وهو يحدثه عن مدى سعادته وعن حبه لها
وصديقه لا يكف عن مشاركته هذه الفرحة بكل تفاصيلها
لكن تلك الفرحة كانت جداً قصيرة
لم تلبث أن تتم حتى أتت شاحنة خارجة عن مسارها
كان سائقها قد غط في النوم فكان الضحية " مطرها "
السائق دخل بغيبوبة أبدية أم صديقه فتعرض لإصابات متوسطة
أما مطرها فكانت الضربة عليه قاضية
أنهت حياته لكن الإبتسامة كانت واضحة على محياه وقتها
هكذا كان يروي سعيد القصة لفتاة مطر بعد عدة أيام من وفاتها
نعم .. لقد توفيت بوفاة مطرها
فهي لم تعد تشعر بوجود احد ولا تتحدث لأي أحد حولها
كانت تنام وتستيقظ على صوت قطرات المطر التي ازدادت هذه الفترة
كأنه هو يقول لها " أنا معاج دايماً "
بقت على هذا الحال أيام معدودوة
حتى استجابت أخيراً لمطرها
ورضخت لطلبه وقررت بقائها معه
رحلت له والشوق يسبقها
رحلت لتكمل حبها في جنان الله
فوق سابع سماء حيث يقطن حبها
حيث لا أحد ولا شيء سيفرقها
وستكون هناك دائماً لمطرها




اذا هطل المطر فأعلموا أنهما في سعادة




تمت ،،








وليدة اللحظة



...



 
مواضيع : إمبراطورة البحر



رد مع اقتباس