أينما كانت الكرامة متوفرة في أرض العرب ، فأنت في وطنك ، الا أن تجاور المشركين ، قال صلى الله عليه وسلم : أنا بريء ممن سكن بين ظهراني المشركين ، نعم هو سؤال وجيه ، لم يكن مطروحا أصلا لو لم تدخل الينا فتنة الوطنية ، وترك الولاء والبراء لله ورسول ناسين ان الاسلام دين البشرية والوحدة الاسلامية ، وكنا امبراطورية يدخلها من يشاء ويذهب عنها من يشاء ، ما عدا عدو الله ، فمكة والمدينة لا تضر ولا تنفع الا بما شرع لهما ، فعندما كانت مكة خارج نطاق الدين خرج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : والله لأنك من أطيب ارض الله ولولا ان اخرجوني أهلك لما خرجت ، والمدينة المنورة ، سوف تلفظ المنافقين آخر الزمن وترجف رجفة يخرجون منها ؛ فلا تعمر المساجد الا بالايمان وليس بحب الاوطان ، لقد رأينا ملوك وشيوخ هربوا وتركوا أوطانهم ، ثم عادوا بالسلامة ليحاكمون الشعب المقيم بوطنه أي منهم الخاين ، ناسين أنفسهم أولاءك الهاربون أنهم هم الخونة قبل الشعوب ، فالقايد عندما يهرب ويترك شعبه ووطنه ولا يلوي على شيء فماذا نسميه ، ثم يأتي من ثم ليعلمنا الوطنية !! رحم الله مؤسس الدولة السعودية الثانية الامام / تركي بن عبد الله آل سعود راعي (الأجرب) وهو اسم لسيفة ، كان هذا البطل عندما سقطة دولة ابيه على يد الاتراك وعاصمتها الدرعية ، لم يهرب مع من هرب ولم يستسلم مع من استسلم ، بل اصطحب سيفة حتى انه طال في غمده ليتحين الفرصة وقد حانت وقمام بطلنا في تأسيس الدولة.السعودية الثانية والتي جددها بالثالثة حفيده المؤسس الاول للدولة الثالثة الحالية / الامام سابقا والملك لاحقا / عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي راع الاجرب . قال الامام تركي رحمه الله من قصيدة له طويلة تنم عن شخصية ملكية فريدة من نوعها وهؤلاء هم الابطال الذين يعترف فيهم التاريخ دوما ، يقول :
الياكل عميل ن من عميله تبرا .. حطيت الاجرب لي عميل ن مباري
نعم الصديق الياسطى ثم جرا .......... يودع مناعير النشاما حباري

وهذه لفته ذكيه منه ، كأنه يقول : لا يحميك الا سيفك وكفيك . والله من وراء القصد .