عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-17, 08:00 AM   #1
NORAH

الصورة الرمزية NORAH

آخر زيارة »  12-25-18 (09:25 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  ابحث عن الكلمة التي لم تكتب بعد
لا ترض على نفسك عدم الاحترام ..
ولا عدم التقدير لوجودك ..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي استشعار قيمة العلم



[وَلَقَدْ ءاتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَـٰنَ عِلْماً...] (١٥) فلا تفوق من غير علم، ولا يمكن للطالب المسلم أن يخدم الإسلام إلا إذا كان متفوقاً في مدرسته وجامعته، لأن ذلك من صميم الإسلام.
[وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لله ٱلَّذِى فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ] (١٥).

فضلهم بماذا؟ طبعاً بالعلم، ورزقهم ميزة هامة أخرى، وهي الاعتزاز به وإدراك قيمة هذه النعمة وحمد الله عليها. فالأمة التي يغش طلابها في الامتحانات ويكون كل همهم نيل الشهادات لا تدرك قيمة العلم، ولا يمكن لهكذا أمة أن تنهض وتنافس باقي الأمم..

٢. توريث الأجيال

[وَوَرِثَ سُلَيْمَـٰنُ دَاوُودَ] (١٦)، حتى لا يقف النجاح عند جيل معين. ولا بد من وجود أجيال ترث النجاح وتحافظ عليه لضمان استمرار التفوق وتراكم الخبرات داخل المؤسسة الواحدة.

٣. إتقان اللغات

[... وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ...] (١٦) وهذه الميزة تتيح التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم.

٤. توفر الإمكانيات

[... وَأُوتِينَا مِن كُلّ شَىْء إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ] (١٦).
فأوتيت هذه المملكة الإمكانيات والموارد الطبيعية والبشرية، ولم تقتصر على ذلك بل اجتهدت في الحفاظ على هذه الموارد وتطويرها.

5. حسن الإدارة

[وَحُشِرَ لِسْلَيْمَـٰنَ جُنُودُهُ...] (١٧) تخيل هذه المملكة العظيمة، شركة متعددة الجنسيات، أو متعددة الكائنات، فيها الجن والإنس، فيها الطيور والوحوش، فيها من كل المخلوقات [مِنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْس وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ] (١٧). وكلمة "حشر" هنا تبين عدد الجنود الكبير وتنوعهم. أما التنظيم الدقيق وتوزيع الأعمال فنراه في قوله تعالى [فَهُمْ يُوزَعُونَ] (١٧)، فالكل يؤدي عمله المطلوب منه، الذي هو ضمن اختصاصه وإمكاناته.

٦. التدريب

[حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِى ٱلنَّمْلِ...] (٢٩) ما علاقة هذه الرحلة إلى وادي النمل بسليمان وجنوده وتنظيم مملكتهم؟

إن هذه الشركة تدرب أفرادها، حيث يأخذهم سليمان ليدربهم ويتنقل بهم في الأرض، فكان أن وصفت لنا الآية الكريمة جانباً من تدريبهم، عندما وصلوا خلال جولتهم إلى وادي النمل، وحصل ما هو معلوم من حوار النملة مع قومها: [.. قَالَتْ نَمْلَةٌ يأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَـٰكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـٰنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ] (١٨).

٧. الانضباط والحزم
ونتابع مع قصة سليمان، لنلاحظ تنظيم المؤسسة الدقيق والحزم في التعامل مع الأفراد. فخلال كل اجتماع، يتم تفقد الحضور والغياب: [وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَائِبِينَ * لأُعَذّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنّى بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ] (٢٠- ٢١) فسليمان عليه السلام لم يسأل عن الهدهد فقط بل تفقّده، مما يدل على دقة النظام في المملكة. ومع أن الهدهد جندي صغير ولن يؤثر في قوة الجيش، لكن غيابه يخل بالانضباط وينبغي أن يقابل بالحزم.

٨. انتماء الأفراد للرسالة

ويظهر في قصة سليمان انتماء أفراد الشركة وموظفيها للرسالة وشعورهم بقضيتها تماماً كالقائد. فالهدهد طار من فلسطين إلى اليمن ليحضر معلومات عن مملكة تسجد للشمس من دون الله، ليقف أمام الملك دون خجل ويقول له: [أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ...] (٢٢) وقد درس الموقف جيداً وأحضر معلومات يقينية ودقيقة: [... وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ] (٢٢).

ويتابع الحديث عن المملكة التي رآها:
[إِنّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَىْء وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱلله وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَعْمَـٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ] (٢٣-٢٤) فهو لم يتصرف كموظف عادي بل أحس أنه مسؤول عن مهمة الشركة وقضيتها وهدفها، إلى أن يقول بكل غيرة وألم: [أَلاَّ يَسْجُدُواْ لله..] (٢٥).

ثم يتذكر أنه قال عن الملكة أن لها [عَرْشٌ عَظِيمٌ]، فيستدرك كلامه ويقول [ٱلله لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ] (٢٦).
يا ليت لو أن عندنا في أمة محمد ألف هدهد، في إيجابيته وانتمائه لأمته وشعوره بالمسؤولية تجاهها...

٩. الدقة في نقل الأخبار والتحقق منها

وتتابع الآيات لتنقل لنا حوار سليمان الممتع مع الهدهد: [قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ..] (٢٧). أي أن الأخبار التي تأتي تؤخذ للتحليل والاختبار، مع أن الهدهد قال لسيدنا سليمان قبل هذا: [وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ]، لكن لا بد للشركة الناجحة من تصفية المعلومات والتأكد من صحتها قبل أخذ القرار: [ٱذْهَب بّكِتَابِى هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ..] (٢٨) فيقوم سيدنا سليمان بتجربة مع هؤلاء القوم...


 
مواضيع : NORAH