قال صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة : (لا تقوم الساعة حتى يكثر القلم ويعم الجهل) ، نعم صدق رسول الله ، ها نحن نعيش في كثرة القلم مع زيادة في الجهل ، ما أكثرهم الكتبة القراء بيننا ، وما أجهلهم بالفقه بالدين والادب وتاريخ العرب والمسلمين ، وكم ممن يحمل حرف الدال والاستاذية ومتخصص دينيا ولكنه لا يفقه شيء من العلم ، كالحمار يحمل أسفارا !! قال عليه السلام : الدين الفقه ، وقال : رب حامل فقه الى منه افقه منه ، وقال في دعاءه لابن عباس : رب فقهه بالدين وعلمه التأويل ، فكم من حامل فقه اليوم ولا عقل له ولا علم ، ويطلق الفتاوى بلا زمام ولا خطام ، وينقل الكلم الخاص عن العلماء بتزكية بعضهم ، دون تمييز وأمانة ، وأمام العامة وكأن الوضع طبيعي وهو من قلة فقه وقلة مجالسة العلماء ومشاممة عقولهم وفقههم وفهمهم ، مما يوحي أن الباقين لا دين لهم ولا علم فيهم ، ويصرف العامة عنهم ، وهو ما لم يعنيه ذلك العالم الفقيه بتوجيهه له على الاطلاق ، وانما من باب الثناء عليهم فقط ، وكم بيننا من طالب علم أكاديمي لا يفقه قراءة الفاتحة ، ولا يعلم عن سيرة المصطفى لا قليل ولا كثير ، ويزعم انه شيخ علم وفقيه ، ولو سألته عن القاضي عياض لقال ذاك مالكي المذهب وكأنه لا يعنيه ، هذا اذا علم منه القاضي عياض ، فكم من صحفي ملسون فيلسوف يمج الكلام مجا ومملوء سما ، ولا يعرف الا عيوب الامة ، وكم من دكتور يعالج الناس ولا عقل له فأين علاج نفسه !! وكم وكم وكم !! فالله المستعان على ما يصفون .