02-18-17, 02:46 PM
|
#1 |
|
تخاريف الظهيرة !
لا أدري لماذا حين أكون داخل الحمام تنهال عليّ الأفكار !
الكثير من المشاكل قمت بحلها داخل الحمام , خواطر عدة تكونت
في رأسي - أول مرة - داخل الحمام !
التفكير داخل الحمام يختلف عنه خارجه , هذه حقيقة أدركتها
أحياناً أحبُ ممارسة بعض الأخطاء , فعلى سبيل المثال
تروقُ لي فكرة سرقة خزانة ملابسكِ , أتفحص ما بداخلها قطعة قطعة ,
أشتم رائحتها , أحتضن فستانكِ الأزرق الجميل , أحاول تعديل أزرار
تنورتكِ السوداء التي بهت لونها من كثرة الغسيل ..
ما أشدّ تركيزي لو أنني أستطيع فعل ذلك , وما أطيب قلبكِ لأنكِ ستسامحينني ..
عطباء كما يسميها جدي خدامة اندونيسية , اسمها اسماء ,
يصرُ جدي أن تقرأ في الزيت قبل أن تدهنه به ,
إن رأس جدي مملوء بالوساوس , تقول لي عطباء إن جدك يريد أن اقرأ في الزيت ,
اقرأ عليه أنت , أنا أمية لا أجيد القراءة والكتابة , ولا أعرف شيئاً عن هذه الطقوس
أتناول الزيت فأبول فيه ثم أعيده إلى عطباء , أخبرتها أن تخلط الزيت ببولها ..
بعد أسبوع واحد ودعت عطباء منزلنا برغبة من جدي .. ذلك الكهل الرائع
حفظكِ الله يا عطباء , تلك المرأة القصيرة مع بعض الامتلاء
قبلَ أن أجدكِ كنتُ حزيناً , شقياً , تائهاً ,
وبعد أن وجدتكِ صرتُ أكثر حزنا .. أكثر شقاوة .. أكثر توهانا
أنا وأمي والأطفال والنساء أجمل شيء في هذا العالم القذر
اسمحي لي بالاقتراب منكِ , أنا لست شاحنة محملةً بالوقود
أنا بشر من لحم ودم , اشتركُ وإياكِ في الكثير من الخصائص ,
أظن أن فكرة الاقتراب منكِ لم ترق لكِ , أو هذا ما دلت عليه تعابيركِ !
إن لم تتوقفي عن النظر إليّ بهذه الطريقة سأبدأ بالبكاء
قد لا تجد مني ما يسرك , لكن تأكد أنني لن أؤذيك , ليس لأنك
لا تستحق ذلك ؛ حاول أن تتعرف على السبب ..
|
| |