الموضوع: قصة جبل حرفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-17, 06:14 PM   #5
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بعد دخول الطبيب على محمد أكد بأنه يجب نقله إلى المستشفى لعمل تحاليل دقيقه ، ونقل محمد إلى المستشفى بحراسه مشدده أمر بها الملازم وعند العوده للمركز أكد الطبيب للملازم بأن محمد يعاني ( إلتهاب الكبد الوبائي ) وأمراض أخرى وأكد الطبيب بأن حالته لا تسمح له بالبقاء هنا ولاكن الملازم رفض خروجه لأنه كان يعلم أن في حالة خروج محمد ستكون هناك أحداث لا تحمد عقباها وبعد مشاده في الكلام مع الملازم ذهب الطبيب وهو يهدد الملازم بأن يفضخ أمره وأن يرفع شكوى ضد الملازم بسبب أنه يتحفظ على شخص يعاني من أمراض نفسيه وجسديه لا يتحملها جسد إنسان وعند خروج الطبيب سقطت دموع الملازم وهو لا يعلم ماذا يفعل دخل على محمد في الحبس ووجده يحدث نفسه بشده وكأنه يلومها على شئ ما ! أقترب الملازم من محمد وعيناه شديدة الإحمرار من البكاء والحزن وجلس بجانبه في الحبس فنظر محمد إلى الملازم ورأى الحزن الشديد في عيناه عندها سأله عن سبب هذا الحزن فمسح الملازم دموعه ونظر إلى محمد وقال له: أعلم أنني ضغطت عليك كثيراً وحملتك شئ لا تحمله الجبال أنت مصاب بأمراض منها ( إلتهاب الكبد الوبائي ) ولاكن لا أستطيع إخراجك من هنا إلا بعد أن ننتهي تماماُ من التحقيق ولاكن محمد رد عليه بأن التحقيق إنتهى وبأن الملازم أخذ جميع أقواله فقال له الملازم أعلم ولاكن أحاول أن أبحث عن أعذار لإبقائك هنا ومن أهمها هو أنني لم أنهي معك التحقيق ولاكن الحقيقة هي أنه لم يبقى شئ تقوله ولم يبقى شئ أسمعه منك لأن التحقيق معك إنتهى فعلاً ولاكن خروجك في الوقت الحالي خطر على حياة أناس لم يشاهدوا أو يسمعوا شئ من الذي شاهدناه وسمعناه نحن هنا في المركز لذلك سأرفع أوراقك للجهات المختصه لتنظر في أمرك وننتظر حتى يصلنا أمر يرشدنا إلى أين نذهب بك لكي نخلي مسؤوليتنا تماماً فأنت حتى الأن تحت مسؤوليتي حتى بيتي وأهلي تركتهم لثلاثة أيام لأن وجهي الأن أسود أمام الجميع بسبب موت الجندي ولا أريد أن يموت شخص أخر فأتحمل أنا المسؤوليه هل فهمت ما أقول ؟ فقال له محمد وهو يبتسم لايهمني إن بقيت هنا أو ذهبت لأي مكان لأن لا حياه في نظري لا أرى إلا الهلاك فأفعل ما تراه مناسب خرج الملازم بصدر كئيب وعين تدمع وجمع جميع أوراق محمد وأوراق التحقيق وأمر برفعها بسريه تامه إلى الجهات المختصه والإهتمام فيها وإنتظار منهم رد سريع يحدد مصير محمد المجهول ! .. عندها خلد محمد في النوم وشاهد في منامه صراخ وتوعد وبكاء وشاهد ناصر ينظر إليه من مكان بعيد ويبكي بحرقه وشاهد في منامه الطفل الذي قتله في الجبل وشاهد أم الطفل وهي تشد شعر رأسها وتأكل طفلها الصغير وتتوعد ثم شاهد أمه ( التي فارقت الحياة حزناً على محمد ) ساجده لله تدعي بأن يخرج إبنها من الجحيم الذي يعيشه وأخيراً شاهد الجنيه التي تسكن جسده وهي تبكي وتلمس وجهه ودموعها تتساقط على وجه محمد نظر إليها وهو مبتسم فأختفت فجأه ففجع محمد من نومه ينتظر مصيره المجهول !


وبنزل العاشر بعد

هنا دخل الملازم على محمد في حبسه وذكر له محمد بأنه يرى في منامه كوابيس فقال له الملازم لا تقلق يجب أن ترتاح الأن وسأتصل بشيخ في هذه القريه عاد محمد إلى نومه وهو يهلوس بأشياء غير مفهومه لم يفهم منها الجنود إلا كلمات بسيطه مثل ( حياه - موت - عذاب ) هنا إتصل الملازم برجل كبير في السن في هذه القريه عرف عنه بين أهالي القريه بأنه بعالج المس بالقرآن الكريم بعد سرد التفاصيل لهذا الشيخ تعجب الشيخ من هذه الحاله وقرر بأن يأتي في الحال إلى المركز لم يكن الملازم يريد أن يتم علاج محمد عندما إتصل على الشيخ ولاكن كان يريد التأكد هل محمد ممسوس حقاً أم أنه ( مجنون ) رغم أن الملازم سمع الجني وهو يحاوره ولاكن لم يصدق ! ، عند قدوم الشيخ إلى المركز دخل برفقة الملازم إلى حبس محمد لإنفرادي وأمر بإمساك محمد بشده عند القراءه لأنه كان يشك بأن حالة محمد خطره جداً بعد أن جلس الشيخ والذي يبلغ من العمر ( 72 عام ) بجوار محمد وأخذ نظر إلى محمد بكل حزن قال له أين كنت كل هذه المده ألم تتحصن بالقراءه ونحوها ؟ فقال له محمد لم أجد بشر ولم أشاهد بشر من عامين إلا وهم يقتلون في هذا الجبل ، عندها نظر الشيخ لمحمد وهو يبتسم ويمسح على رأسه فمسك الشيخ رأس محمد وبدأ بقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم عندها أشتد صراخ محمد الذي أسقط قلوب الجنود من الخوف والشيخ يزيد في رفع صوته وكأنه في حرب مع الجن ومحمد يصرخ بشده ويتألم وفجأه سقط مغشياُ عليه ويده اليسرى ترتعش بقوه عندها سكت الشيخ وقال أقسم بالله إن لم تخرجوا من جسد هذا المسلم لأحرقكم بالقرآن الكريم أنتظر الشيخ ولاكن لا جواب وأستمر في قراءة القرآن بحزم وصوت عذب وعالي جداً عندها سمع صوت رجل يبكي ويقول بصوت عالي وبكاء ( أحرقت قدمي سأخرج منه الأن ) وعندها توقف الشيخ عن القراءة وقال له يا ملعون أخرج منه الأن وإلا سأحرق باقي جسدك والجني يبكي بصوت مبحوح وعندها قال له الجني وهو يبكي لقد قتل أحد أبنائنا ولقد دخل منازلنا فقال له الشيخ لم يكن يقصد أن يقتل أحد أبنائكم ورد عليه الجني لقد أنعم الله على بني البشر بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فهي التي تحمينا منهم وتحميهم من شرنا فلماذا لم يقولها وهو يمشي في الجبل فقال له الشيخ بأن هذا إنسان وإن الإنسان كثير النسيان وطلب منه أن يخرج فشتم الجني الشيخ وقال له والله لن نخرج منه عندها مسك الشيخ برأس محمد بشده وقرأ بصوت عالي حتى أزداد الصراخ والبكاء وعندها توقف الشيخ وأخبرهم بأنه سيحرقهم بكتاب الله إن لحق أذى بمحمد أو الأشخاص الذين بقربه عندها أصر الملازم على أن يأكل الشيخ معهم وأن لا يذهب إلا بعد أن يتم كرمه فوافق الشيخ وعند أكل الشيخ والملازم ومحمد رأى الشيخ محمد يأكل بشهوه عاليه جداً بيده اليمنى واليسرى فنظر الشيخ لمحمد وضربه على وجهه بقوه فنظر محمد للشيخ وأكل بكل هدوء عندها نظر الملازم للشيخ بكل تعجب وعند إنتهاء الاكل وذهاب محمد إلى حبسه الإنفرادي سأل الملازم الشيخ عن سبب ضرب محمد وذكر الملازم للشيخ بأنه منذ ألتقى محمد وهذه طريقته في الأكل فقال الشيخ للملازم يا إبني الذي كان يأكل ليس محمد ولاكن من كان يسكن محمد فطريقة الجن في الأكل لا يختلف عليها إثنان وعندما ضربته هرب الجني ألم تنظر إلى محمد وهو يأكل بكل هدوء وإحترام لنا وإحترام للنعمه التي أمامه فقال له الملازم نعم رأيته قال له الشيخ إذا محمد من كان يأكل بعد بهدوء بعد ما ضربته على وجهه فأبتسم الشيخ للملازم وقال له أنت رجل أمن تعمل على التحقيق مع المجرمين ونحو ذلك وأنا أقرأ على الناس لطرد الجن من أجسادهم لا أريد في هذا إلا الأجر من الله تعالى فأنت لاتعلم عن الجن شئ وأكمل الشيخ حديثه وهو يضحك وأنا لا أعرف كيف أحقق مع المجرمين فضحك الملازم وقال للشيخ جزاك الله كل خير ياشيخ فقال له الشيخ بأنه لا يستطيع الحضور لعلاج محمد إلا بعد يومين بسبب إرتباطه بمواعيد كثيره للعلاج وأكمل الشيخ حديثه للملازم بأنه كان يريد إكمال القراءه على محمد ولاكن ليس عنده الوقت الكافي ووعد الملازم بالحضور بعد يومين لإكمال القراءه وشكره الملازم وذهب الشيخ ، وهنا ذهب الملازم إلى مكتبه لينظر في أمر بعض المجرمين في المركز وعندها كان محمد في حبسه ينظر إلى قدمه المبتوره ويبكي وكانت حالته النفسيه والجسديه في حاله خطره جداً لم يكن يهتم في حياته ولاكن كان يفكر في شخص أخر ويبكي كلما تذكر هذا الشخص وكان لا يريد لهذا الشخص بأن يعيش حياته التي عاشها لم يذكر محمد تفاصيل هامه جداً حدثت له في الجبل لأنه تم تهديده من الجن بأنه سيقتل في الحال وأن الشخص الأخر سيقتل أيضاً إذا ذكر في التحقيق هذه التفاصيل ولاكن محمد كان ينتظر اللحظه المناسبه لفتح باب هذه التفاصيل التي كان يعاني نفسياً وهو يكتم هذا السر في صدره

( أنتظـروا أحـداث الجـزء الحادي عشر )