عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-17, 08:55 AM   #1
القارظ العنزي

الصورة الرمزية القارظ العنزي

آخر زيارة »  04-29-24 (12:37 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ((العامة وأخلاقهم))



من أخلاق العامة ، أن يسودوا غير السيد ، ويفضلوا غير الفاضل ، ويقولوا بعلم غير العالم ، وهم أتباع من سبق إليهم من غير تمييز بين الفاضل والمفضول ، والفضل والنقصان ، ولا معرفة للحق من الباطل عندهم ، ثم انظر هلى ترى اذا اعتبرت ما ذكرنا ونظرت في مجالس العلماء هل تشاهدها مشحونة إلا بالخاصة من أولي التمييز والمروءة ، والحجا ، وتفقد العامة في احتشادها وجموعها ، فلا تراهم الدهر إلا مرقلين إلى قاءد دب ، وضارب بدف على سياسة قرد ، او متشوقين إلى اللهو واللعب ، أو مختلفين الى مشعبذ متنمس ممخرق ، او مستمعين الى قآص كذاب ، او مجتمعين حول مضروب ، او وقوفا عند مصلوب ، (ينعق بهم فيتبعون ، ويصلح بهم فلا يرتدعون ، لا ينكرون منكر ، ولا يعرفون معروفا ، ولا يبالون أن يلحقوا البر بالفاجر ، والمؤمن بالكافر) ، وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حيث قال : ((الناس اثنان عالم ومتعلم ، وما عدا ذلك فهمج رعاع لا يعبأ الله بهم)) ، وكذلك ذكر عن الامام علي بن ابي طالب وقد سءل عن العامة فقال : همج رعاع أتباع كل ناعق ، لم يستضيءوا بنور العلم ، ولم يلجأوا الى ركن وثيق ، وأجمع الناس في تسميتهم على أنهم (غوغاء) وهم اذا اجتمعوا غلبوا ، واذا تفرقوا لم يعرفوا ، ثم تدبر تفرقهم في أحوالهم ومذاهبهم ، فانظر الى اجماع ملءهم ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقام يدعوا الخلق الى الله اثنتين وعشرين سنة ، وهو ينزل عليه الوحي ويمليه على أصحابه ، فيكتبونه ويدونونه ويلتقطونه لفظة لفظة ، وكان معاوية في هذه المدة بحيث يعلم الله ، ثم كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهور ، فأشادوا بذكره ، ورفعوا منزلته ، بأن جعلوه كاتبا للوحي ، وعظموه بهذه الكلمة ، وأضافوه لها ، وسلبوها عن غيره ، وأسقطوا ذكر سواه ، وأصل ذلك العادة والألف ، وما ولدوا عليه . انتهى
مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 34 - 35 .