02-28-17, 02:19 AM
|
#56 |
| الأقرع بن حابس التميميّ رضي الله عنه
الأقرع بن حابس التميميّ رضي الله عنه (يا رسول الله أمِّر الأقرع) أبو بكر وفد على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ، وشهد فتح مكة وحُنينـاً والطائف وهو من المؤلفة قلوبهم ، وقد حسن إسلامه ، وقد كان الأقرع حَكَماً في الجاهلية وقيل له الأقرع لقَرعٍ كان برأسه.
وفد بني تميم في العام التاسع للهجرة في عام الوفود ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفد من أشراف بني تميم منهم الأقرع بن حابس التميمي ، فلمّا دخل الوفد المسجد نادوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وراء حُجُراته : أن اخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صياحهم ، فخرج إليهم ، فقالوا : يا محمد جئناك نفاخرك فأذنْ لشاعرنا وخطيبنا.قال : قد أذنت لخطيبكم فليقل. فقام خطيب تميم فقال : الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن ، وهو أهله ، الذي جعلنا ملوكاً ، ووهب لنا أموالاً عظاماً نفعل فيها المعروف ، وجعلنا أعزّ أهل المشرق ، وأكثره عدداً ، وأيسره عُدةً ، فمن مثلُنا من الناس ؟.... أقول هذه لأن تأتونا بمثل قولنا ، وأمر أفضل من أمرنا.
ثم جلس فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لثابت بن قيس بن الشماس : قم فأجب الرجل في خطبته.فقام ثابت فقال : الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه ، قضى فيهن أمره ، ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً ، واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمه نسباً ، وأصدقه حديثاً ، وأفضله حسباً ، فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من العالمين ، ثم دعا الناس الى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوي رحمه ، أكرم الناس حسباً ، وأحسن الناس وجوهاً ، وخير الناس فعالاً ، ثم كان أول خلقٍ أجابه واستجاب لله حين دعاه رسول الله نحن ، فنحن أنصار الله ، ووزراء رسوله ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله مَنَع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليكم.
فقام شاعر تميم فأنشد :
نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا = منا الملوك وفينا تُنْصَبُ البيَعُ
وكم قسرنا من الأحياء كلهم = عند النِّهابِ وفضلُ العزّ يتّبعُ
ونحن يطعِمُ عند القحط مطعمُنا = من الشواء إذا لم يؤنَس القزَعُ
إذا أبينا ولا يأبى لنا أحـدٌ = إنا كذلك عند الفخر نرتفع
وكان حسّان غائباً ، فبعث إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فحضر ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- : أجبه.فقال : أسمعني ما قلت.فأسمعه ، فقال حسّان :
إن الذوائـب من فهـرٍ وإخوتهـم = قد بيّنوا سنّـةً للنـاسِ تُتبـعُ
يرضى بهم كل من كانت سريرتـه = قوى الإله وكلَّ الخيرِ يَصطنعُ
أكرمْ بقومٍ رسـول الله شيعتُهم = إذا تفاوتت الأهواءُ والشيعُ
أهدى لهـم مدحتـي قلبٌ يؤازرُهُ = فيما أحِبَّ لسانٌ حائك صَنَع
فإنّهـم أفضــلُ الأحياءِ كلهم = إن جد بالناس جد القول
أو شمعوا إسلام بني تميم فقام الأقرع بن حابس فقال : يا هؤلاء ، ما أدري ما هذا الأمر ، تكلّم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتاً ، وتكلّم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتاً وأحسن قولاً.
ثم دنا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّك رسول الله ).فقال رسول الله : ( لا يضرّك ما كان قبل هذا ).وأسلم القوم. وقال أبو بكر : ( يا رسول الله أمِّر الأقرع ).فأمّره على قومه. جهاده شهد الأقرع مع خالد بن الوليد حرب أهل العراق ، وشهد معه فتح الأنبار ، وكان هو على مقدمة خالد بن الوليد.واستعمله عبد الله بن عامر على جيشٍ سيّره الى خُرسان ، فأصيب بالجَوْزجان هو و الجيش ، وذلك في زمن عثمان ، وقُتِلَ من أولاد الأقرع في اليرموك عشرة. |
| |