عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-17, 04:43 AM   #47
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





أخر قصة شمويل عليه السلام




كما :

{ ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون } (سورة آل عمران:123)


وقوله تعالى:

{ وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء }


فيه دلالة على شجاعة داود عليه السلام، وأنه قتله قتلاً أذل به جنده وكسر
جيشه، ولا أعظم من غزوة يقتل فيها ملك عدوه فيغنم بسبب ذلك الأموال
الجزيلة، ويأسر الأبطال الشجعان والأقران، وتعلو كلمة الإيمان على الأوثان،
ويدال لأولياء الله على أعدائه، ويظهر الدين الحق على الباطل وأوليائه.


وقد ذكر السدي فيما يرويه أن داود عليه السلام كان أصغر أولاد أبيه، وكانوا
ثلاثة عشر ذكراً، كان سمع طالوت ملك بني إسرائيل وهو يحرض بني إسرائيل على
قتل جالوت وجنوده وهو يقول: من قتل جالوت زوجته بابنتي وأشركته في ملكي،
وكان داود عليه السلام يرمي بالقذافة وهو المقلاع رمياً عظيماً، فبينما وهو
سائر مع بني إسرائيل إذ ناداه حجر أن خذني فإن بي تقتل جالوت؛ فأخذه، ثم
حجر آخر كذلك ثم آخر كذلك، فأخذ الثلاثة في مخلاته، فلما تواجه الصفان برز
جالوت ودعا إلي نفسه، فتقدم إليه داود فقال له: ارجع فإني اكره قتلك، فقال:
لكني احب قتلك.


وأخذ تلك الأحجار الثلاثة فوضعها في القذافة، ثم أدارها فصارت الثلاثة
حجراً واحداً، ثم رمى بها جالوت فلق رأسه وفر جيشه منهزماً، فوفى له طالوت
بما وعده فزوجه ابنته، وأجرى حكمه في ملكه، وعظم داود عليه السلام عند بني
إسرائيل وأحبوه، ومالوا إليه أكثر من طالوت. فذكروا أن طالوت حسده وأراد
قتله، واحتال على ذلك فلم يصل إليه، وجعل العلماء ينهون طالوت عن قتل داود،
فتسلط عليهم فقتلهم حتى لم يبق منهم إلا القليل، ثم حصل له توبة وندم
وأقلع عما سلف منه، وجعل يكثر من البكاء، ويخرج إلي الجبانة فيبكي حتى يبل
الثرى بدموعه، فنودي ذات يوم من الجبانة: أن يا طالوت قتلتنا ونحن أحياء
وآذيتنا ونحن أموت؛ فازداد لذلك بكاؤه وخوفه واشتد وجله، ثم جعل يسأل عن
عالم يسأله عن أمره وهل له من توبة، فقيل له: وهل أبقيت عالما؟! حتى ذلك
على امرأة من العابدات فأخذته فذهبت به إلي قبر يوشع عليه السلام، قالوا:
فدعت الله، فقام يوشع من قبره فقال: أقامت القيامة؟ فقالت: لا، ولكن هذا
طالوت يسألك: هل له من توبة؟ فقال: نعم: ينخلع من الملك ويذهب فيقاتل في
سبيل الله حتى يقتل. ثم عاد ميتاً.


فترك الملك لداود عليه السلام، وذهب ومعه ثلاثة عشر من أولاده فقاتلوا في
سبيل الله حتى قتلوا، قالوا: فذلك قوله: (وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه
مما يشاء). هكذا رواه ابن جرير في تاريخه من طريق السدي بإسناده، وفي بعض
هذا نظر، ونكارة والله أعلم. وقال محمد بن إسحاق: النبي الذي بعث فأخبر
طالوت بتوبته هو اليسع بن أخطوب حكاه ابن جرير أيضاً.


وذكر الثعلبي أنها أتت به إلي قبر شويل فعاتبه على ما صنع بعده من الأمور،
وهذا أنسب، ولعله إنما رآه في النوم لا أنه قام من القبر حياً، فإن هذا
إنما يكون معجزة لنبي، وتلك امرأة لم تكن نبية، واله أعلم. قال ابن جرير:
وزعم أهل التوراة أن مدة ملك طالوت إلي أن قتل مع أولاده أربعون سنة، فالله
أعلم