سيحذّرونك من كل شيء ،،
من المشي حافياً وانت طفلٌ صغير ، من لسعة النار الحارقة ، من أصدقاء السوء الذين سيغرونك بتدخين أول عقب .
المئات
سيمسكونك من ذراعك ليحذروك من آلاف الأشياء البديهية، لكن أحداً لن يتبرع ويحذرك من غلبه الحزن الشفيف ، ذلك النوع الذي يبدو وديعاً صافياً ثم مايلبث أن يقبض على عنق فرحتك ، فيخنقها في غفلةٍ منك .
احذر الأحزان التى تنمو على قلبك بمهلِ ونعومة ، حتى أنك لا تلقى لها بالاً ..
تتركها عائمةً في لاوعيك ، كسمكة ذهبية مسالمة ، حتى تستحوذ في نهاية الأمر على وعيكَ كله ، وتصبح السمكة الصغيرة حوتاً لا طاقةَ لك به ..
لا بأس كلنا مضطرون للتعامل مع الحزن العالق في الغرف الخلفية بذاكرتنا .. فتحاول مراراً وتكراراً بيأس تام أن تمشي على أطراف أصابعك ، حتى لاتوقظ حزنك النائم في الغرفة المجاورة ..
\
أعزائى الغارقون ..
هناك حزن عليك أن تعبره ،
وتغرق فيه ،
حتى تشفى منه ..
فكلها في نهاية الأمر جسور
كتب علينا أن نعبرها .