عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-17, 02:10 AM   #16
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





الباب الأول: (القيامة الصغرى).
الفصل الأول: (الاحتضار).
المبحث الثالث: (حضور الشيطان عند الموت).

الدرس (الثالث):

وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية بحديث الاستعاذة من فتنة المحيا والممات على حضور الشيطان عند المحتضر لإغوائه، وأنه قد يعرض الأديان على بعض العباد، حيث قال رحمه الله تعالى:

[أما عرض الأديان على العبد وقت الموت فليس هو أمراً عاماً لكل أحد، ولا هو أيضاً منتفياً عن كل أحد، بل من الناس من تعرض عليه الأديان قبل موته، ومنهم من لا يعرض عليه، وقد وقع ذلك لأقوام، وهذا كله من فتنة المحيا والممات التي أمرنا أن تستعيذ منها في صلاتنا، منها ما في الحديث الصحيح (أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ في صلاتنا من أربع من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)(1). ولكن وقت الموت أحرص ما يكون الشيطان على إغواء بني آدم، لأنه وقت الحاجة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (الأعمال بخواتيمها)(2). وقال صلى الله عليه وسلم:

"إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"(3)].(4)

وقال في موضع آخر: (وأما عرض الأديان وقت الموت فيبتلى به بعض الناس دون بعض ...)(5).

وذكر ابن حجر أن الأكثر والأغلب في سوء الخاتمة أنه لا يقع إلا لمن في طويته فساد أو ارتياب، ويكثر وقوعه للــمُــصِــر على الكبائر والمجترئ على العظائم، إذ يهجم عليه الموت بغتة فيصطلمه(6) الشيطان عند تلك الصدمة، فيكون ذلك سبباً لسوء خاتمته (7).

___________________________
(1) رواه البخاري ومسلم.
(2) رواهـ البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
(3) رواهـ البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(4) مجموع فتاوى ابن تيمية (4/255/256).
(5) مجموع فتاوى ابن تيمية (14/202).
(6) فيصطلمه: الاصطلام: الاستئصال والهلاك والقطع (لسان العرب) (2/469).
(7) انظر: (فتح الباري) (11/489/490).