عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-17, 03:19 AM   #39
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي







الباب الأول: (القيامة الصغرى).
الفصل الرابع: (حال الإنسان عند الاحتضار).
درس: (فرح المؤمن بلقاء ربه).

الدرس: (الثامن):

ومن البشريات التي بشرنا الله بها قوله تعالى :

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ).(1)

ففي هذه الآية يخبر الله سبحانه وتعالى أنه يثبت المؤمنين بالقول الثابت في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات والشهوات، بالهداية إلى اليقين وتقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومرادها، وفي الآخرة عند الموت بالثبات على التوحيد، وفي القبر عند سؤال الملكين للجواب الصحيح، ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة.

قال البغوي (516هـ) : قوله تعالى :

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)، كلمة التوحيد، وهي قول: (لا إله إلا الله)،(فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) يعني قبل الموت (وَفِي الآخِرَةِ) يعني في القبر، هذا قول أكثر المفسرين، وقيل: في الحياة الدنيا عند السؤال في القبر، وفي الآخرة عند البعث، والأول أصح. والله أعلم.(2)

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن المؤمن ينْزل به الموت، ويعاين ما يعاين، فودّ لو خرجت ـ يعني نفسه ـ والله يحب لقاءه. فإذا كان عدواً لله نزل به الموت وعاين ما عاين؛ فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبداً، والله يبغض لقاءه...".(3)

اللـــهـــم اجعلنا ممن يحب لقاءك فتحب لقائه

اللـــهـــم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة

اللـــهـــم اجعلنا ممن تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا

وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون


___________________________________________
(1) سورة إبراهيم آية رقم (27).
(2) تفسير البغوي (3/33).
(3) رواه البزار (1/413)، والطبري في ((مسند عمر)) (2/502). وقال: إسناده صحيح، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/55): رجاله ثقات خلا سعيد بن بحر القراطيسي فإني لم أعرفه، وقال السيوطي في ((شرح الصدور)) (134): إسناده صحيح، وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (2628).