03-05-17, 03:21 AM
|
#40 |
| الباب الأول: (القيامة الصغرى). الفصل الخامس: (أهـــوال الـــقـــبـــور). درس: (هول القبر وفظاعته). الدرس: (الأول):
روى هانئ مولى عثمان بن عفان، قال:
(كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى، حتى يبل لحيته)، فقيل له: (تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟)، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه".
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه"(1).
ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول: ((رب عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي))(2)، والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب: ((رب لا تقم الساعة))(3)، لأن الآتي أشدُّ وأفظع.(4)
اللـــهـــم إنـا نـعـوذ بك من عذاب القبر
اللـــهـــم صـــلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ___________________________________________
(1) رواه الترمذي (2308)، وابن ماجه (3461)، وأحمد (1/63) (454)، والحاكم (4/366). قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وحسنه ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (4/192).
(2) جزء من حديث رواه أبو داود (4753)، وأحمد (4/295) (18637). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/50): هو في (الصحيح) وغيره باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
(3) جزء من حديث رواه أبو داود (4753)، وأحمد (4/295) (18637). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/50): هو في (الصحيح) وغيره باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.
(4) المصدر : القيامة الصغرى، لـ عمر بن سليمان الأشقر – ص (41). |
| |