عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-17, 02:47 AM   #50
مجرد إنسان

آخر زيارة »  03-07-18 (05:44 AM)
المكان »  المدينة المنورة
الهوايه »  الرسم - كتابة الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي







الباب الأول: (القيامة الصغرى).
الفصل السادس: (عـــذاب الـــقـــبـــر ونـــعـــيـــمـــه).
درس: (أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة).

الدرس: (الثالث ) :



نبين لكم اليوم مدلول الآيات السابقة التي ذكرها البخاري :


الآية الأولى، قوله تعالى:

(إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ).(1)

الآية الثانية، قوله تعالى: (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ).(2)

الآية الثالثة، قوله تعالى:

(وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ(45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ).(3)

في الآية الأولى، التي ساقها البخاري إنما هي في تعذيب الملائكة الكفار في حال الاحتضار.

وفي الآية الثانية، تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقين قبل عذاب يوم القيامة، العذاب الأول ما يصيبهم الله به في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين.
والعذاب الثاني عذاب القبر، قال الحسن البصري: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ}(4): (عذاب الدنيا، وعذاب القبر)(5).
وقال الطبري: (والأغلب أن إحدى المرتين عذاب القبر، والأخرى تحتمل أحد ما تقدم ذكره من الجوع أو السبي أو القتل والإذلال أو غير ذلك)(6).

وفي الآية الثالثة، حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر، فإن الحق تبارك وتعالى قرر أن آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً، وهذا قبل يوم القيامة، لأنه قال بعد ذلك: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}(7).
قال القرطبي: (الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر)(8).

اللـــهـــم إنا نعوذ بك من عذاب القبر

اللـــهـــم ثـبـتـنـا بـتـثـبـيـتـك يا رب العالمين

إنـــا لله وإنـــا إلـــيـــه راجـــعـــون

اللـــهـــم صـــلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

_______________________
(1) سورة الأنعام آية رقم (93).
(2) سورة التوبة آية رقم (101).
(3) سورة غافر آية رقم (45-46).
(4) سورة التوبة آية رقم (101).
(5) رواهـ الطبري في تفسيره (14/443).
(6) انظر : تفسير الطبري : (14/442).
(7) سورة غافر آية رقم (46).
(8) انظر : فتح الباري : (3/233).