الموضوع: كتبت النص عابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-17, 12:49 AM   #1
انسان بسيط

الصورة الرمزية انسان بسيط

آخر زيارة »  04-28-17 (12:56 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كتبت النص عابر



(كتبتُ النص عابــــر)

كتبتُ النص عابر
أسلوبه ساخر
فـ رئيس البلاد تاجر
والمشهور داعر
والصبي عاهر
وكهلٌ تزوج قاصر
والمؤمنُ شكله كافر
والكذابُ يرونهُ ساحر
والصائمُ (في الحقيقة) فاطر
وبدل الروائي شاعر
والنجسُ طاهر
والسرُ ظاهر
واللص على النعمة شاكر
والخائن يسمونه شاطر
والخيرُ نادر
هل الشرحُ باهر؟
أم النصُ جائر؟
أكتفيتم أم ما كتبته فاجر؟
(هي الحقيقةُ) أم للواقعِ تروني ناكر


***

نحن في نفوسنا من أشعلنا الفتيل
بداخلنا (حقدٌ وحسدٌ) وصفاءُ القلب قليل
أين صفاتُنا ,صفات الشخص النبيل؟
كُلٌ في نفسه يرى العُزةَ وهو ذليل
لكن (فكرُنا) في الحقيقة هزيل
فـ الجسمُ كبيرٌ لكنه نحيل
وبدل الحقِ إلى الباطلِ نميل
ونصدقُ كل ما قال وقيل
وعلى الشقيقُ سيفُنا سليل
والعدو بات عابر سبيل
وفي الجنازةِ نسير دون قتيل
فـ النعشُ خالً لكنه من الذنوب ثقيل
بتنا أضحوكة أيها العربي الأصيل
وكل ما حولُنا نراه للحديث تأويل
(لكنه واقعنا) فـ هل من بديل!
هو كابوسٌ أو شيئٌ من هذا القبيل


***

دخل المسجد وبحسرةً على الكفين يصفع
للحضورِ يخدع
جمهــوراً جالساً يسمع
وناعقٌ آخرٌ يتبع
على كلِ منبرً منهم خطيباً مصقع
راكبِ موضع
يظن الله له يشفع
لكنه إلى الشيطان يهرع
يدعو للشر والخير يدفع
(الحلُ بنظرهِ) كل شيئاً يقطع
يصيح على الملأ :هل تسمع؟
تتوكل على الله ومن الرأس تشرع
شيخٌ من الدماء يريدُ أن يشبع
الذي ملأ الإيمان قلبه (من المنظرِ يجزع)
ومن الوحشية يفزع
عربيٌ من هذا الضيم (يبلع)
وليت أحدهم يقنع
بأن الفتنةُ لـيس لـها من رادعٌ يردع


***

عربٌ بينهما حقدٌ دفين
تركوا الحبل المتيــن
يبكي على الحال مسكين
وآخر على الأمة حزين
وهناك من بالمــال مدين
مريضٌ تسمع منه أنين
وفتاةٌ تحتاجُ حنين
قطعوا رأس الطفل بسكين
والثكلى في بكاءها ونين
والزوجة (تحملُ) بعد سنين
عاقرٌ كانت ووضعها مُشين
والأبُ على وجهه كـ المكفهر الذي يُهين
لأن (الطفلةُ) جنين
ألـهم البناتُ أم لنا البنين ؟
أصبح حالنا كـ حال الأولين
أما آن لـهذا القلب القاسي أن يلين
متى نبيع الدنيا ونشتري الدين



أنسان بسيط