عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-17, 04:33 PM   #1
السهم الأخير

الصورة الرمزية السهم الأخير
اترك أثر طيب

آخر زيارة »  05-01-24 (01:43 PM)
المكان »  صلالة - سلطنة عمان
الهوايه »  الخيول و الطبيعة
رحم الله إمرء عرف قدر نفسه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي هذيان سجلته ذاكرة أمي



لا تحدقوا أيها السادة فليس كل شاهد غاضب
يحق لي الادلاء بأقوالي وعلى هذا أن يدونها
لا ينبغي عليك ترجمة حروفي كما تفهم
اكتبها كما هي فأنا من أخترتها دون غيرها
أنتم تفوقون المائة وأنا لدي ثماني وعشرين فقط
أرتبها حروفا عربية كما يحلو لي وكيفما شئت
ما كان عليكم أن تجلبوا أمي لمحكمة كهذه.
نعم هي شكوى أرفعها ضد حواء .
نعم أرى الدهشة في أعينكم .
أنت أيها القاضي من طلب مني التحدث.
وأنت يامن تهمز صاحبك أستطيع سماع بوحك.
كيف يشتكي على حواء وأمه منهن .
ليس لعقوق أو سوء خلق وقفت.
هي علمتني أن أقول ما عندي وأسمع ما عند غيري.
أماه حواء التي ذكرتها لي لم تعد كما كانت.
لطالما نمت لكي أراها تطير بي بجناحيها .
ولطالما أغمضت عيني لعلها تناديني ولم تأت.
ولكم كنت أفتح عيني لعلي أفاجئها ولكن لا أراها.
وقد كنت أسأل الأطفال إن كانوا يجدون شيئا من ذلك.
أياما وليال وأنا أقول العيب في كياني أنا .
أعلم أنك حين تحركين رأسكِ بأني مخطئ.
وأعلم أنك حينما ترفعين حاجبك دلالة على أني تعديت الحدود.
أعيدي لي صوابي فحواء التي رسمتها هنا تختلف.

أفقت من غفوتي فإذا أمي تقول :
لم يختلف شيء يا بني
شاب شعر رأسك ولا زالت يدي تمسح رأسك.
لن تفهمونا إلا حينما تكونون نساء
وإن كنتم فلن تكونوا كما كنا .
عش دورك في الحياة كرجل ولا تنسى حقنا.
لأنك من صنع أيدينا و على رقتنا اشتد عزمك.
فإن كان الضعف يصنع قوة كقوتكم أنتم الرجال.
فإن قوتكم نعرف سرها وقد شهدنا على زمان ضعفكم.
حينما تبكون في آخر الليل أنتم من يختار وقت البكاء.
وأنتم من يختار وقت النوم وأنتم من يحدد وقت البسمة.
فهل رأيت حواء في محكمتك بأدلتها على ظلمك؟
لن تجدها لأنكم لن تكونوا مثلنا .
ضع ما تحمل في يدك هنا ولا تتجاوز غيرك.
وأنت تحمل دعواتي وقبلاتي على وجهك الغاضب.
لا تكن في صف وأنت تراني في الطرف الآخر.
ولا أحب أن أرى دمعة ندم على خديك أيضا.
اطمئن. قد حكمت لك بالبراءة لأني أعرفك.
ستظل صغيرا طالما رأيتني أمامك .
وسأظل أزرع فيك تلك البراءة ما حييت.
فلا تنخلع من براءة الطفولة يوما لأنك كبرت.


اهداء لأمهات العالم .