عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-17, 01:06 AM   #307
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  05-14-24 (06:59 AM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




سمعت صوت كأنه غناء أو ماشبه ذلك
بحثت عن مصدر ذلك الصوت كثيراً فأني، ما زلت في طلبه حتى اظلم الليل وخفيت الطريق فسرت اطوف واطلب الجاده فلا اجده فبينما انا كذلك اذ سمعت الصوت مرة اخرى صوتاً حسناً بعيداً وبكائا شديداً فشجاني حتى كدت اصقط على ظهري فقلت لاطلبن الصوت ولو تلفت نفسي فما زلت اقرب اليه الى ان هبطت وادياً فاذا راع ٍ قد ضم غنماً له الى شجره وقد تبين لي ذلك الشاب وهو ينشد ويترنم :

وكنت اذا ما جئت سعدى أزورها .... ارى الارض تطوى لي ويدنوا بعيدها

من الخفرات البيض ود جليسهــــا .... اذا ما انقضت احدوثة لو تعيدهـــــــا


فدنوت منه وسلمت عليه فرد السلام وقال: من الرجل؟ فقلت منقطع به الممالك اتاك يستجير بك ويستعينك، قال مرحبا واهلاً انزل على الرحب والسعه فعندي وطاء وطيء وطعام غير بطيء فنزلت فنزع عمامته وبسطها تحتي ثم اجلس عليها فجلست ثم اتاني بتمر وزبد ولبن وخبز ثم قال: اعذرني في هذا الوقت فقلت: والله ان هذا لخير كثير فمال الى اغراض كنت احملها معي فرفعها
فلما اكلت توضأت وصليت واتكأت فأني لبين النائم واليقظان
اذا سمعت حس شيء واذا بفتاة حسناء قد اقبلت من كبد ذلك الوادي المخيف فضحت الشمس حسناً وجمالاً فوثب قائماً اليها وما زال يقبل الارض حتى وصل اليها وجعلا يتحادثان بكلام انا لا افهمه فقلت هذا رجل عربي ولعلها حرمة له ، فتناومت عنهم وما بي نوم فما زالا كما اشعر انا رغم انني لم افهم ما يقال بينهم في احسن حديث ولذه مع شكوى وزفرات الا انهما لا يهم احدهما لصاحبه بقبيح فلما طلع الفجر بكى وبكت ثم قال لها : يابنت العم سألتك بالله لا تبطئي عني كما ابطئتي الليله سمعت ذلك ففهمته ،و قالت:يابن العم اما علمت الواشين والرقباء حتى يناموا ثم اتي
ثم ودعته وسارت وكل واحد منهما يلتفت نحو الاخر ويبكي، فبكيت رحمة لهما وقلت في نفسي والله لاانصرف حتى استضيفه الليله وانظر ما يكون من امرهما ، فلما اصبحنا قلت له: جعلني الله فداءك الاعمال بخواتيمها وقد نالني امس تعب شديد فأحب الراحة عندك اليوم ، فقال: على الرحبه والسعه لو أقمت عندي بقية عمرك ما وجدتني الا كما تحب ثم عمد الى شاه فذبحها وقام الى النار فأججها وشواها وقدمها اليّ فأكلت واكل معي الا انه اكل من لايرد الاكل ، فلم ازل معه نهاري ذلك ولم ارى اشفق منه على غنمه ولا الين جانبا ولا احلى كلاماً الا انه كالولهان ولم اعلمه بشيء مما رئيت فلما اقبل الليل وطأت وطائي فصليت واعلمته اني اريد الهجوع لما مر بي من التعب بالامس ، فقال لي : نم هنيئا ، فأظهرت النوم ولم انم فأقام ينتظرها هنيهة من الليل فأبطأت عليه فلما حان وقت مجيئها قلق قلقاً شديداً فزاد عليه ثم جاء نحوي فحركني فأوهمته اني كنت نائماً فقال: يا اخي هل رأيت المراه اليوم التي كانت تتعهدني وجائتني البارحه ، قلت : قد رأيتها قال: فتلك اعز الناس علي واني لها محب ولها عاشق وهي ايضا محبه لي اكثر من محبتي لها ، وقد منعني شيء لا استطيع البوح بهِ من تزويجها لي واني الان راعياً بسببها فكانت تزورني في كل ليله وقد حان وقتها الذي تأتي فيه واشتعل قلبي وتحدثني نفسي ان هناك مصاباً اصابها ، ثم انشد يقول:
ما بال ميّة لاتــأتي كعـــــــادتهـــــا .... اعاقها طرب ام صدّ هــا شغــــــــل
نفسي فداؤك قد أهللت بــــــي سقماً .... تكاد من حرهــا الاعضاء تنفصــــل

قال: ثم انطلق عني ساعه فغاب واتى بشيء فطرحه بين يدي فأذا هي المراه قد تشوهت اعضائها وشوه خلقتها
فصرخ صرخاً أجزم أن كل وحوش الوادي سمعته واهابته .

ثم قال: بالله يا اخي الا ما قبلت ما اقول لك فأني اعلم ان المنية قد حضرت لا محاله فاذا انا مت فخذ ثوبي هذا فكفني معها وضم هذا الجسد الذي بقي منها معي ، وادفنا في قبر واحد وخذ شويهاتي هذه وجعل يشير اليها فسوف تأتيك امرأه عجوز هي والدتي فأعطها عصاي هذه وثيابي وقل لها مات ولدك كمداً بالحب فأنها تموت عند ذلك فأدفنها الى جانب قبرنا وعلى الدنيا السلام ،

فأي هيام هذا واي حبُ هذا :eh_s(11):


 
مواضيع : يَعْرُب



رد مع اقتباس