حايل مدينة الحضارة ، وعرفت بها منذ القدم ، يعني منذ قدوم قبيلة طيء ونزولها من تهامة باليمن وإقامتها بين الجبلين والتي عرفت بجبلي طيء قبل الاسلام بقرون ، ومن ثم اشتهر الجبلين أي أجا وسلمى بجبلي شمر ، وشمر هم رهط قيس بن شمر بن عبد جذيمة وكانت قريتهم في وادي داخل جبل أجى يقال لها (توار) ، ذكرها ياقوت الحموي في معجمه البلدان وذكرها ايضا الهجري بالتعليقات والنوادر ، وقيس بن شمر هذا الذي تسلست في أحفاده أحد أجذام شمر اليوم وهم السناعيس عبدة ، وهم ألاصل في حايل ، قيس بن شمر هو من أجار الشاعر أمرء القيس الكندي ، حيث يقول أمرء القيس فيه :
أجار قيسا فالطهاء فمسطحا .. وجوا فروى نخل قيس بن شمر
ومسطح المذكور في القصيدة أحفاده أحد بطون شمر اليوم ويقال لهم : المسطح .
فمن بني عمومتهم بنو جرول بن ثعل ، والذين منهم أهل عقدة وهم بني عمرو بن سنبس وأخوانهم أهل لبدة بحايل وهم لبيد بن سنبس ، ومن سنبس أيضا حاتم الطايء وابنه الصحابي الجليل عدي بن حاتم كلهم أهل جود وكرم ، فقد استعار الاشعث بن قيس الكندي وهو صحابي ، استعار قدور حاتم الطايء من ابنه عدي وهم نزول بالبصرة ، فأرسلها اليه عدي وهي مملوءة باللحم ، فقال الاشعث لا نحتاج الى اللحم فقط حاجتنا الى القدور ، فرد عليه عدي : نحن لا نرسل قدورنا خاوية غلى عروشها بل نرسلها وهي مملوء ، ومن جود عدي بن حاتم انه جاء اليه شاعر لكي يمدحه ، فقال له عدي : انتظر حتى أخبرك عما أملكه فأمدحني على قدر ما أملكه وضمه اليك ولا تمدحني فوق ذلك ولا استطيع أن اكون دونه . شكرا لك أخينا ابن حايل سليكو .