الموضوع: أدب السجون
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-17, 01:05 PM   #1
الملك المتواضع

الصورة الرمزية الملك المتواضع

آخر زيارة »  05-04-17 (04:30 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أدب السجون



تجتمع المتناقضات حينما تهتم بأدب السجون لا تجد تعبير يناسب هذا الوضع حتى ترى
نقيضة فتحتار في الوصف هل الانسان مجرم بخلقته كما هو العين والأذن في رسمة وجهة
أو يحتاج إلى أيام كي يتعلم الأجرام حينما يموت القانون امام عينية ! ولكن في هذه اللحظة
تجد عكس هذا تماماً فتحتار كيف لإنسان ان يقدم نفسه فداء للمظلومين فيتعرض لضرب
وللالم عن أناس لا يعرفهم ولا يربطه بهم صداقة وسابق محبة ويضحي بروحه من اجله
ففي السجون العربية أناس قد سمعت عنهم في الملاحم التاريخية العظيمة وشخصيات
أسطورية لا مثيل لها كلهم تجدهم داخل السجون ! وهذا ما وجدته في الكتب التي ألفت
بعد وفاة حافظ الاسد او بعد الثورة السورية مباشرة وهذا ما قرأته ايضا عند أصحاب الثقافة العالية
أيام عبدالناصر .. تقرأ لهم وتعيش معهم لحظة باللحظة ودموع لا تفارقك ، أنفاسك متعبه
تحقد على الانسان وهو السجان وتحب روح الانسان وعظمتها في المسجون ..
أتخيل لو كنت معهم كيف ساتحمل بكاء المعذبين وكيف ساعيش بلا اكل صحي وأمراض
الكوليرا والسل تعصف المكان .. يسقط زميلك في زنزانة ويموت الآخر وأنفاس عزرائيل اقرب
مما تتخيل .. الزمان حركة مستمرة ولكن المكان ينعدم فيه .. إيمانك انك إنسان صار مشكوك فيه ..
السؤال هل انا روح وجسد .. أسرتي هل يعرفون أني هنا .. الجلاد يضرب من يشاء
بلا حساب يشعر انه يحتاج أن ينزل الحمل من على ضهره يريد من يعذبه ويسحق
ويمحي كرامته يريد أن يرى الدكتور والضابط والناشط السياسي والمثقف والفنان
يشرب مياه المجاري ويرقص على الكرسي الكهربائي ويركع أمامه كل مره ويدمر ذاته
ليبقى بلا ذات .. والجريمة ماهي قد تكون الحفاظ على الصلاة أو تشابه أسماء
أو شبهه تجعلك تعاني سنوات لا تحسبها إنما تفكر ان حياتك انتهت وروحك ضاعت من
جسدك .. وأختم بقول الرسول عليه الصلاة والسلام " أن الله يعذب الذين يعذبون الناس
في الدنيا " ..