عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-17, 06:35 PM   #83
بوسيدون

الصورة الرمزية بوسيدون

آخر زيارة »  11-16-21 (12:01 AM)
المكان »  أمطارٌ فارغة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





لِ أَنيقةَ الغِيَابْ

--------------------------------------------------- أواخرَ نيساْن .

على كاسر الأمواج بتوقيت ما بعد منتصف الليل ،
كان يوم ميلادك .
تلك الليلة من كل سنة ،
الزهور فيها تغنىْ لأجلك ،
البسمة مرسومة بإتقانٍ على وجهك ..
الموج يتخبّط ليعزف لحنك ،
القمر مسلطاً ضوءه عليك ..
الطرقات خالية لترقصي ..
أتذكر جيداً تفاصيل تلك الليلة الخرقاء ، عندما تناقشنا بخصوص عملى الجديد ، وكم كنت متحمساً لترقيتي ونقلي لمنصب أعلى ، فى بلدِ آخر ، قارةٍ أخرى ،لتفصلني مسافات أكبر عنكِ .. لم أصمت كما عودتك دوماً حينما أنوي تحقيق شيئٍ ما فألقاكِ أولى المؤيدين لي ، لتدهشيني بإندفاعكِ ودعمكِ .. كنتُ أتحدّث بهستيرية محاولاً إقناعكِ أن لا شيء سيتغيّر ..
علاقتنا كما هي ، حبنا كما هو ، كلماتي كما هيَ ..
- لاداعى للقلق هي مجرّد فترة ولن تطول .
- أرجوكِ يا سلّمى لاتكوني أنتِ الحاجز الوحيد بيني وبينَ السّفر .
" تتناثر دموع عينيكِ على كتفيْ كما لو كانت ليلة أمس "
سلْمى ..
ما رأيك .؟
كم كنتُ غافلاً ؟
كم تذمّرت ؟
كم شرحت .. وكم شكوت ؟
كم تناقضت ؟
أتذكّر يا عاصفتي الجميلة ..
صفعتكِ على خدّي ،
وإبتسامتك المليئة بالدموع ،
ونظرتك بشفقة ،
أنهيتي بهم اللقاء آنذاك ..
فلا تكف الذكْرى عن بعثِ قولكِ لي :
" إيّاك والشكوى .. إيّاك والأعذار "
تلك الذكرى يا سلْمى ،
أشبه بفتاةِ ليلٍ ، ضاعت وسط زحام وجوه المارّة ..
تبحثُ عنكِ ،
فتاهتْ ،
حتّى تابتْ ،
بعد غيابكِ .. يا أنيقة الغياب .


 
مواضيع : بوسيدون



رد مع اقتباس