عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-17, 06:03 PM   #87
بوسيدون

الصورة الرمزية بوسيدون

آخر زيارة »  11-16-21 (12:01 AM)
المكان »  أمطارٌ فارغة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






الرّسَالَةُ الأَخِيرَةْ ..


(1)
عَزيزي بُوسِيدُون ،
أمّا بَعد ..
لَا أظنُّ أنكَ تعِي مَا أنت مقبلٌ عليه حتّى الآن ،
تعصف بك الذكرياتُ وتتألّم ، دون أن تتعلّم ..
ألم تقتنَع يا عَزيزيْ بَعد ؟
أنّ لا شيءَ صالحٌ للإمْتلاك حَتى النّهايَة ..
كحبّك لمقهىً إعتدت الجُلوس فيهِ معي مثلاً ،
أو فِنجَان قهوةٍ بارد، مَاعدّت ترغَب به ..
أو جفاف قلمكَ بَعد أن كَان نابضَاً بالحياةْ ،
وحتّى الوقوعَ في غرامِك يا إله بحوري ..
أوْ أنا !

(2)
أتذكر فرحةَ أوّل لقاءٍ بينَنا ؟
أمْ نسيت دموعَ فُراقنا ؟
كُلها مشاعرُ ،
زائلة ..
كَنظرةِ طفلٍ ،
خائفة ..
كإبتسامتكَ الدّامعة ،
كسرابٍ في الأفقْ ،
إختفى بعد الإقترابْ ..
أو حتى كشمعةٍ أطفأتها طوعاً ،
وأنا في قاع الظّلام ..
بالنّسبة للعشّاق ..
لا تبقىْ إلّا الأحزان ،
لأطيافٍ لمْ يرغمها سِوانا عَلى السّير فِي طَريق الأوهَام ،
فتُهنا في التيّه ..
عَالقينَ بين الحَاضِر وَ الذّكريات ..

(3)
كنّا حمقاوانْ ،
أتدري يا جميلي ماكانَ خطبناْ ؟
إستنكرنا شرطاً قبل التّملك ،
" جَميعُ الأشياءِ قابلةٌ للفقدانْ .. "
وهذا ما وضعني فيْ مأزق .
كل الأشياء في غيابكَ باتت إعتياديّة ،
عدا أنني كنت أنتظرُ يديكَ الضبابيّتين لتدلّني ..
حبّك أمْ التنحّي ؟
لكنّك لم تأتيْ ..
وذاك مَالَم أعتدْ عَليهِ بَعد ..

(4)
لكَ يا سيّد الغياب ،
تخلّص منّي ..
لَا تجعلنيْ أعبثُ بوحدتكْ ..
لَا تُرغمني على القسوةِ معكْ ..
عِشقنا باتَ كأيّ ذكْرىً ،
وَهذا كلّ مافي الأمْر .


 
مواضيع : بوسيدون



رد مع اقتباس