جاء في الحديث القدسي أنّ الله عزّ وجلّ يقول: (قُسِمَت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ نصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين)، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم)، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال الله: مجدني عبدي أو قال: فوّض إلي عبدي، وإذا قال: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) قال: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال (اهدنا الصراط المُستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين)، قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل).[٧] ففي هذا الحديث بيان أنّ سورة الفاتحة هي خطاب وحوار يدور بين العبد ورب العالمين، حيث يُخاطب العبد ربّه كلما قرأ الفاتحة بحمد الله افتتاحاً وشكره بقوله: (الحمد لله رب العالمين)، فيتفاخر الله أمام ملائكته بذلك بقوله عزّ وجل: (حمدني عبدي)، ثم يُثني العبد على الله بقوله: (الرّحمن الرّحيم * مالك يوم الدّين)، وفي ذلك ثناءٌ وتمجيدٌ لله عزّ وجل، ثم يسأله الاستعانة في كلّ أموره بعد أن يُوحّده بقوله: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)، ثم يسأله الهداية في الدّنيا والآخرة حتى يتجاوز الصّراط الذي هو سبيل النّجاة من النّار والفوز بالجنّة، فيعده حينها الله سبحانه وتعالى بأن يجيب طلبه.