عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-17, 02:52 AM   #350
نيرڤانا

الصورة الرمزية نيرڤانا

آخر زيارة »  04-24-24 (08:25 PM)
المكان »  من حيّث لا يشُعرون .
الهوايه »  نسجّ رسائِل مشؤومة .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



__



لم يكن الجلوس في المقاهي يذكرني بك ،
كانت الوحدة هي المعنية بتفاصيلك .
لأنني لم أعرف بأن من شأن أغنية أن تعيش كما العُمر من بعد لقاء،
لأن العطر الذي تعمّدته عند اللقاء لم أجرؤ على شرائه مجددًا،
أنا لا أكرر ما صنعنا كي لا أتألم ،
لم أعد أشرب القهوة وأتركها في السيارة كي لا يعرف أحد مكاني ،
لم أعد أدير فيروز ليلاً ...
لأنك الذي أشعرني بأن كلماتها أبعد من الصباح والشمس ،
وأن صوتها الفيروزي الذي يأخذ شكل الكريستال ويتعاقد للأسفل كالثريا
هو الوحيد المضيء في الخلوة وهو الملائم لشوارع المدينة والمخابئ السرية.
" ما حدا يعرف بمطرحنا، غير السما وورق تشرين" .
وينتهي نوفمبر المارق سريعًا كطلقة في قلبي !
ولا أفهم هذا الألم المتفاقم الذي يجعلني في كل عام ،
أبقى على أمل ظهورك المفاجئ من خلف كتفي.
لصوتك العادي وضحكتك المليئة بالفتوّة والحماقات الجميلة.
للشعور السعيد المختلج في قميصي وأنا كالمحظوظة .
أعدد الأسباب التي تجعلني أخبرك بأنك تعجبني وكأنني ربما أحبك
لكن الحب ليس مهمًا بقدر ما بقينا قليلاً معًا وتحدثنا مثل صديقين.
كإحساس لم يغمرني يومًا حين فكرت تجاهك بحجم المرح حولك ،
والطريقة التي نتكلم فيها بلا رسميات أو تمادي.
كان ما بيننا أشبه بالخطوات المرتعشة بين راقصين
ورغم الخجل تماسّا وتظاهرا بالعناق وفي أعماق كل منهما سلام يود أن يستكين في الآخر.
كنا نفكر بالشيء نفسه لكننا لا نقوله وكان هذا أمتع ما في العبث ومشاكسة الشفاه الممتعضة.
أحببت أنك تفكر مثلي. أحببت أنك مثلي.
أحببت أنك تبدو كأنك أنا. أحببتك لكني قلت في نفسي:
" يعجبني كثيرًا" ثم تورّدت وتناولت القائمة في المقهى ولم أطلب أي قهوة.
اكتفيت بكعكة لا تذكرني بك ومع أنني أتذكرك لذلك ضحكت بسخرية وتناولت قطعتي في هدوء.
متجاهلة الهيئة التي رحلنا فيها دون اكتراث رغم الوعود والانتظار الذي بلا طائل أو جدوى .
وكان عبدالمجيد يغني وتترقرق دمعة حادة لها لمعة أشد من الثريا.
" ودّني لك يا آخر من عرفت .. يا الأول"
إنني في حنين مفرط لنوفمبر الراحل.







 
مواضيع : نيرڤانا