عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-17, 02:44 PM   #1
المحور

الصورة الرمزية المحور

آخر زيارة »  اليوم (10:24 AM)
المكان »  السعوديه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي النفس بين طاعه والهوي



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله نبينا محمد وعلي اله وصحبه .


النَّفْس الأمَّارَة بالسُّوء مَرْكَبة تسير بِلا مِقْوَد، وبلا مصابيح، يقولون فلانٌ فَعَل وأكل حرامًا وزَنى، شيءٌ طبيعِيّ جدًا، وهذا هو الشيء الطبيعِيّ

لِإن إنسانٍ مَقْطوعٍ عن الله تعالى ولإنسانٍ انطفأت أنوارُهُ، ولا يَمْلِكُ المَنْهَج الصحيح، فَكُلّ إنسانٍ لا يَعْرِف المَنْهَج وانْطَفأتْ أنْوارُه فالحادِث صحيحٌ وحَتْمِيّ، وطبيعيّ ومَعْقول.

هذا معنى قول الله عز وجل:

﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)﴾



طبيعة النفس أنها أمارة بالسوء قال تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10].

طبيعة النفس العيش في صراع بين الخير والشر , فإما أن ننتصر عليها بالتقوى أو تهزمنا بالمعاصي والمنكرات , ويظل هذا الصراع إلى أن نلقى الله عز وجل .



النَّفْسُ أودِع فيها الشَّهوات وحُبَّ النِّساء والمال والعُلُوَ والسَّيْطَرة، أوْدَع فيها هذه الشَّهوات كي تَرْقى إلى الله تعالى، الشَّهوات كما أقول لكم دائِمًا: سُلَّم نرْقى بها إلى الله تعالى، ودَرَكاتٍ نَهْوي بها إلى النار وهي حِيَادِيَّة، فما مِن شَهْوَةٍ أودِعَتْ فينا إلا ويُمكن أن تُوَظَّف في الخير أو في الشرّ، وما مِن قُدْرَةٍ أوْدَعَها الله تعالى فيك، وما مِن مَلَكَةٍ أو غريزَةٍ إلا ويُمْكِنُ أن تُوَظَّفَ في الحق، كما يُمكنُ أن تُوَظَّف في الباطل، لذلك النَّفْس قبل أن تَعْرِفَ الله فهِيَ أمَّارَةٌ بالسُّوء، وهو شيء طبيعيّ جدًا، فَهِيَ أوِدَع فيها حُبَّ المال، والمال أمامها وينبغي أن تأخُذَهُ حقًّا كان أو باطِلاً، لكِنَّ النَّفْس التي تَعَرَّفَتْ إلى الله تعالى واتَّصَلَتْ به رَحِمَها اله عز وجل، ورَحِمَها بِهذا النُّور الذي أُلْقِيَ في قلْبِها، قال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(29)﴾
[ سورة الأنفال ]

وقال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(28)﴾

﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ(2)﴾
[ سورة القيامة ]
دائِمًا يلوم نفْسَهُ، لماذا إقبالي على الله ضَعيف ؟ ما الذي فَعَلْتَ ؟ لعلِّي اقْتَرَفْت ! أو تكلَّمْت كلمَةً غير مناسبة، فالنَّفْس اللَّوامَة أقْسَم بها الله تعالى، والإنسان الراقي جدًا مَن أسرَّتْهُ حسَنَتُه وساءَتْهُ سيِّئتُهُ، فالذي يَقْتَرِف السيِّئات ثمّ ينام ويسخر هذا إنسانٌ ميِّت لا يعْبأ الله به أبدًا، وهذا معنى قول النبي الكريم:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))
والحمد لله رب العالمين
والله اعلم

اللهم اسئلك علما نفعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا

سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الاانت استغفرك واتوب اليك


 


رد مع اقتباس