عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-17, 06:31 PM   #99
بوسيدون

الصورة الرمزية بوسيدون

آخر زيارة »  11-16-21 (12:01 AM)
المكان »  أمطارٌ فارغة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حَبيبتِي ..
أنا بخيرٍ بالرّغمِ مِن رَسائلُكِ .. التيِ
لا تصِلنِي ،
أعتقِدُ أن أمّي تمَزقهَا ..
حَقاً ..
أتوق لِلَهفةِ تمزيقِ الظرفِ
وَتقبيلِ الرسَائِل !

المَكانُ هُنا مُوحِش ، مَليءٌ بالبَياضِ ..
وَحدكِ تعلَمين كَم أكرهُ الأبيض ..!

الأسرّة الحَديدِية ..
لَا تكف عَن إصدارِ الصرِير كُلمَا تحرّكت ..وَالفئران هُنا تملأ الأزِقة ..
التلفاز لَا يعرِض سِوى قناةٍ وَاحِدة ..
وَ بلِغةٍ
بالكادِ أفهَمُها !

يقولون أن عَقلي مُشوّش ..
وَأجهَزة التبريدِ ، مُثبتةٌ عَلى دَرجةِ حَرارة 18c ..
وَكل الذينَ يمرّون فِي المّمرات ..
تباً ..
أجسادُهم زرقاءَ
كَالجثثْ ..

البدلَة البيضاءُ تزعِجني .. خصوصاً فِي مُنتصفِ اللّيل ،
فهُم يَحكمون قيدِي ..
يُقال أيضاً ..
أنني
لا أتوقفُ عَن إيذاءِ نفسِي ..!

أعلَم أنكِ تأتين لِزيارَتي بشكلٍ دائمٍ ..
حَاملةً مَعكِ الكثيرَ مِن الحَلوَى ،
وإسطوانات أم كلثوم ،

وإطاراً خشبياً ..
توهِمينَنِي أنّه نافذةٌ يُمكنني الهَربَ مِن خِلالَها إليكِ ..

الطّبيب يصِر عَلى وُجودكِ فِي عَقلي فقط ..
لَكنني أعلَم أنكِ تجتاحيني بشكلٍ كَامل !

الطعَامُ مقرِف ،،
إنهُم يستمِرونَ بتقدِيمِ العدْسِ وَكأننا سُجناء ..
ربّما ..

نحن سجناءَ ذِكرياتِنا لَا أكثر !

أحيَاناً يا جمِيلتي ..
لا أشعر بوجودكِ !
خصوصاً حِين أبكِي ،
فأنا أتبلّل ..
بينمَا تظلينَ أنتِ .. جافةً ..
أنا أشيبُ ..
بينمَا أنتِ لا تزالينَ ثلاثينيّة ..
أنا أتشتت !
وأنتِ لاتزالين متماسكةً ..

لكِن إن لَم تكونِي مَوجودةٌ حقاً .. فمَن صَنع النافِذة ؟


 
مواضيع : بوسيدون



رد مع اقتباس