كنا نتكلم عن كل شيء تقريبًا، لم نتوقف منذ الصباح.. تكلمنا عن الرجال الأغبياء الذين لا يعرفون كيف يشكّلون حبهم، وعن زواج غسان بآني، عن العراقيين الذين يكتبون، و عن الأفكار المتحجرة في الدماغ التي تُلقى على حياة الإناث فتدمرها، نتكلم مع بعضنا طوال الوقت لأننا نتعب من الإلتفات، لا يهم الكلام الحميمي الذي بين الصديقات أن يكون بيننا.. أقصد أنني لا أهتم بأن أردد لها بأني أحبها و أطرح أسبابًا و أسبابًا، كنت أهتم لأن تفهمني و أفهمها أكثر، ثم ماجدوى الصداقة إذا لم أكن ماءًا مذيبًا للأشياء المتصلبة في قلبها؟ و إن لم تكن شخصًا يكمل بدلًا مني بيت شعر أو يتقاسم معي شعورًا مرهفًا؟ ، لكننا تشاركنا الغزل الجميل الذي يكتبه المغردون في تويتر، لم نهتم لأن يقالّ لنا هذا، لكنه كان عذبًا، لعنّا أناسًا كُثر أو بالأحرى أقنعةً كُثر، و إصطدمنا بحروبٍ كُثر.. و رويناها على بعضنا مثلما نروي أي حكاية في ليل بارد قرب مدفأة ، يعني بوجود المدفأة لا داعي لحكايات دافئة كنا نقول حكايا إعتيادية، على الأقل كان ذلك بالنسبة إليّ. آخ أيها الأوغاد نحن نشعر بالبؤس و غياب الشغف الآن.
- أنا ، من زمان.
:eh_s(21):