09-17-17, 09:03 AM
|
#25 |
|
.. مع الاعتذار على التاخير
اهلا بك مجددا اخت/ مطر الفجر
نورتي الموضوع بعودتك واثريتيه بالمزيد من حوارك ونقاشك
لغرض ترتيب وتسلسل النقاش، ان شاء الله حابدا من ما اتفق فيه معك من النقاط، خاصة واننا في بعض الامور جالسين نقول نفس الشئ ولكن باسلوب وصياغة مختلفة.
فمثلا، نحن متفقين انه لايجوز، ومن الغير مقبول، ان تكون هناك علاقة حب من غير "ضوبط" و"شروط".
وضوبط وشروط الوسط الشرقي العربي هي ان تكون العلاقة تحت مظلة الشرع وعادات وتقاليد المجتمع.
وتتمثل ترجمة هالضوابط والشروط الى واقع من خلال "خطبة رسمية" للبنت عن طريق اهلها.
وانا قلت هالكلام في ردي الاول عليك .. ومن ان بخلاف هالطريقة هو اثم وعبث ومعصية، لكن يبدو اني ما كنت واضح.
وفي سياق هالنقطة، اشوف من المناسب هنا، الاجابة على سؤالك بخصوص موقفي من تجربة وعلاقة البنات في اسرتي في الحب.
فنصيحتي لهن كانت دائما ولازالت هي اذا وجدنَّ انفسهن في موقف حيدخلهن في علاقة حب، فمن البداية يوضحوا للطرف الاخر ان ما يمكن ان يكون هناك علاقة غير من خلال ارتباط وخطبة رسمية عن طريق الاهل، .. واني شخصيا في هالحالة حاكون معهم سند وداعم لهن.
وحتى على صعيد شخصي كرجل، ما كنت لاقبل لنفسي ان ادخل في علاقة مع امراة ما لم تكن رسمية شرعا واجتماعيا.
نقطة تحتاج الى ايضاح، وهي ان نفرق في النقاش بين امرين، ..
بين "مشاعر" الحب، وبين "تطبيق وممارسة" مشاعر الحب والعلاقة فيه.
لان مشاعر الحب نفسه كـ"مشاعر" فينا كبشر، هي واحدة على اختلاف اعراقنا والواننا واشكالنا وبيئاتنا وخلفياتنا.
فاصلنا كمخلوق، واحد، ومرجعه واحد هو ابونا ادم وامنا حواء.
وهذا انت زي ما تفضلتي، والدك ووالدتك الله يحفظهم لك، جمعهم الحب رغم اختلاف خلفيتهم وبيئتهم.
الاختلاف في الحب، يجي في طريقة ممارسة ومعايشة ذلك الحب.
فطريقة التعبير ومعايشة تجربة الحب تختلف عنها – الى حد ما – في الشرق الاقصى، عنها في الشرق الادنى، عنها في الغرب، .. الخ.
والسبب لان الممارسات الاجتماعية للبشر، وعلى خلاف مبادئهم ومعتقداتهم، يحكمها عاداتهم وتقاليديهم. والعادات والتقاليد تختلف من وسط لاخر.
فما تقدري تلغي شئ من خلق الله سبحانه وتعالى زي فطرة الحب اللي اوجدها في كل البشر، وتقولي ان العرب مثلا ما يعرفوا الحب.
بيت القصيد، ان الحب موجود في كل الشعوب، لكن .. يختلفوا في ممارستهم وتطبيقهم لمشاعر الحب.
والعادات والتقاليد، عُرف اجتماعي اكبر واقوى منا كافراد من ان نختلف معها، زي ما المس احتجاجك على عادات وتقاليد العرب، وتنزهك عنهم كون لك اصول غير عربية.
فتغيير العادات والتقاليد ما يمكن يتم من خلالنا كافراد، وانما يستدعي اجماع اغلبية المجتمع على تغيريها.
بخلافه، احنا مخيّرين للتعايش مع هالعادات والتقاليد، او الانسلاخ عن هالمجتمع والنزوح عنه.
لكن اعتقد، زي ما انت هجينة في هالمجتمع، تاكدي في لك نظير زيك، اتخيل، حتما، حتتوافقي معهم ويشاركوك في ارائهم ومعتقداتهم .. وتتوافقوا مع بعض .. ولبعض، .. دعواتنا لك.
الدين، الاسلام، حتما ما حرم الحب. ولكن حرم علاقة الحب الغير "شرعية" – بمعنى الخارجة عن اطار وتنظيم الدين. وما اشك في انك تدركي وتتفقي مع ذلك. ولعله ما يغيب عنك قصة الرسول عليه الصلاة والسلام في حبه لجيمع زوجاته، ولكن تميز مشاعره تجاه كل من امينا خديجة وعائشة رضون الله عليهم. وكيف انه عليه الصلاة والسلام في واجب عدل قسمته بين زوجاته كان يدعو الله بـ (اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تؤاخذني فيما لا املك)، ..
وحيث يفهم من ذلك .. ان ميل ورغبة قلوبنا ليست بتصرفنا وارادتنا، وانما بامر الله سبحانه وتعالى، ويؤكده حديثه الاخر عليه الصلاة والسلام (القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كيف يشاء).
وهذا يدعوني للحديث فيما تطرقتي اليه من "السبب في الحب"
فالسبب اختي الكريمة هو .. ان الحب ابتلاء من الله سبحانه وتعالى .. وليس طوعي واختياري، ..
وتجدي نفس الشخض اللي تحبيه اليوم ممكن جدا غدا تكرهيه، وهذا تكرر حصوله في واقع الحياة.
فالحب كابتلاء من الله - يقصد به اختبارنا وامتحاننا .. وكيف نتصرف، وهل تقودنا قوة وتاثير مشاعر الحب للوقوع في الحرام ،
فمثلا تكون تجربة الحب في محل الابتلاء بنعمة .. اذا كانت التجربة جميلة، زي لما يبتلى الله عباده مثلا بالغنى او الجمال او القوة،
وتكون التجربة في محل الابتلاء بنقمة .. لما يكون حب متعثر ويغلب عليه الشقا والعذاب.
اما عن عيب العرب في الحب واستنكارهم له، فهو ما خرج في ممارسته عن عاداتهم وتقاليدهم. فهم كذلك، ما عابوا الحب نفسه، وانما الممارسة الخاطئة له وفق اعرافهم.
وهذا اخت/ مطر، اذا تاملتي، متفق مع كلامك لما تقولي انك شخصيا ما تقبلي بالحب الا في شروط وضوابط.
فبنفس القياس، ما تستطيعي تنكري على غيرك هالحق من ان يكون لهم شروطهم وضوابطهم .. حتى وان اختلفتي معهم فيها.
موضع ان كان يستطيع الشخص ان يقرر نصيبه؟
فالله سبحانه وتعالى يقول، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، "وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين".
فبلورة، وترجمة اختيارتنا في الحياة الى واقع، يحكمها اخر الامر، ولا يحققها، الا مشيئة الله سبحانه وتعالى.
ما احتخلف معك في وجهة نظرك في الفرق بين الحب والعشق.
لان زي ما بينت راي من ان موضوع الحب موضوع فلسفي بحت، ومن حق كل شخص ان يكون له تعريفه وتفسيره حسب خلفيته واتطلاعه و/او تجرتبه.
فشخصيا، تعريفات جميع من شارك وتفسيراتهم احترمها واتقبلها كما هي كاراء واوجه نظر شخصية لاصحابها.
اخت/ مطر الفجر، ..
اسعدني جدا حضورك ونقاشك
.. ، تقبلي شكري وامتناني
واعتذر عن تاخري في الرد،
.. لاني على سفر هالايام، .. ووقتي للمنتدى ضيق ومحدود
|
| |