نردد كثير مصطلحين .. (عالم افتراضي و عالم واقعي)
وكأن النت المسمى بالعالم الافتراضي رواده من كوكب آخر
فلا فرق بين الافتراضي والوقعي
فنحن لا نكون في الواقع بشر نمتلك السِمات الإنسانية
وفي النت نكون عبارة عن حروف أو كلمات ومجهولين الهوية
حتى لو استخدمنا معرفات لا تحمل اسمائنا الحقيقية
ويجب أن نبعد عنا هذ التناقض في هذا المفهوم
فـ مواقع النت ساهمت بشكل كبير في نشر الوعي وتبادل
المعلومات والتعرف على ثقافات من الجنسيات المتعددة التي نخالطها
ونتبادل الآراء معهم وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض الذين يجهلون
طبيعة ثقافات المجتمعات الأخرى ..
.. لاشك بأن كل شيء وله إيجابيات وسلبيات ..
ولا نقتصر مفهوم النت بأنه وسيلة للتعارف والتعبير عن الرأي
بل النت يعتبر إحدى وسائل اكتشاف الذات ومدى قدرتها
على التفاعل مع الآخرين اما بالعطاء وإما باكتساب المعرفة
وهذا يعود لطبيعة الشخص المستخدم له, فكلً له هواه
وطبع الإنسان وسلوكه لا يمكن أن يتغير في كل الآمرين خارج النت أو داخله
فالطبع بصمة لكل شخص حتى لو حاول اخفاءه لابد وأنه سيأتي وقت وينكشف
كما ونسمع هذه العبارات : ( لا اثق في النت , النت عالم مجهول, النت مضيعة للوقت)
وتلك احاسيس نابعة من اشخاص لم يتوفقوا باختياراتهم, وتجاربهم الغير مدروسة
وهذه ليس من أخطاء غيرهم بل من اخطائهم هم , فالمبالغة في الأفعال نتيجتها الفشل
ليس في النت فقط بل في الحياة الواقعية أيضا.
فالناس في هذه الحياة في مجملها ليسوا
جميعهم سواء, هناك من يقي نفسه ظلم
الآخرين , وهناك من يسعى لمضرتهم
و للأسف .. بعضهم يستغل وجوده خلف الستار
فـ تزاول نفسه الضعيفة جميع ما أوتيت من مكر وغش وخداع
والضحايا هم من يفرطون بالثقة وحسن الظن في غير مكانه
قرأت الكثير من القصص التي حدثت بالنت بعضها تحققت به نجاحات
معنوية أو مالية وبعضها مآسي وأحزان وهدم كيانات اجتماعية
وهل قبل النت كانت المجتمعات مثالية ..؟
لا أعتقد ذلك , فـ الخير موجود والشر موجود في كل مكان وزمان
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)