زَمانُكَ بالرَذيلةِ لَوَّثوهُ ..
فَلا تَخدَعْكَ يا قَلبي الوجوهُ ..
فَأطيبُهَا إذَا مَا غِبتَ دورٌ ..
تَقَمَّصَ فيهِ خَرَّاصٌ سَفيهُ ..
بِقربِكَ يِمدحونَ بِكلِّ لونٍ..
وَ ذِكرُكَ لَو تَبَاعَدَ أنكروهُ ..
تَخَالَطَ يَابِسُ الأوراقِ زَيفَاً ..
بِأخضَرِهَا ‘ وَ كم مُدِحَ الكريهُ ..
رَذيلُ القومِ أوّلهُم حَديثَاً ..
وَ آخرُهُم وَ إن عُرِفَ الوَجيهُ ..
تَسَيَّدَ في مَجَالسِهِمْ جَهولٌ ..
وَ صُغِّرَ في مَنَازِلِهَا الفقيهُ ..
فَسادَ الغَدرُ بينَ الناسِ طَبْعَاً ..
وَ عَمَّ الزَيفُ وَ احتُقِرَ النَزيهُ ..
فَإن أحبَبتَ مِن ذَا الدَهرِعَيشَاً …
رَغيدَاً مَا يذمّكَ آفِكـــوهُ ..
فَلا تُبدِ الوثوقَ بِكلِّ وَجهٍ ..
تَلَوَّنَ بالمَحبةِ مَادِحوهُ ..
وَ لا تَستوحِشَنَّ طَريقَ حَقٍّ ..
وَ إن شَحّوا بِدَربِكَ سَالِكوهُ ..