يرحلون عن حياتنا
عن أرضنا
عن ناظرينا
لكنهم أبداً لا يغادرون قلوبنا و لا ذاكرتنا قدر أنملة
بصماتهم محفورة حتى الأعماق
حتى لو اجتهدنا لنتناسى ذكرهم
تخوننا فلتات اللسان و تأتي بهم في ثنايا الحديث
لهم مقام و شأن لا يستهان به
حتى لو هان عليهم ودّنا و تناسوا ذكرنا
و أعرضوا عن وصل أرواحنا
سيبقى حبل الانتماء معقوداً من القلب للقلب
شئنا أم أبَو
تلك جنايتهم و ثمار رغباتهم
و إن عفى عليها البعد و خبى نورها
فالبذرة التي استقرت في رحم الذات
تنمو و تكبر رغم اختلاف الفصول و توالي مواسم الهجر و الغياب
ما ذنب الأرض إن غرس فيها المزارع شجرة مثمرة
ستضمها من جذورها إلى أعلى غصن فيها
و تحتضن ثمارها كلما تساقطت شوقاً و حنيناً بلهفة الأرض التي استبد بها العطش و الجوع