لا تخاطب قلب فتاة غض !
و لا تغرق في عينيها و لا تذوب في دف يديها
لا تقترب
إيّاك
إن لم تضمر نية المضي إلى مالا نهاية !
هكذا استقبلت الفتاة رجل الأحلام بعتاب أخرسه لسبع ليالٍ أخرى
لم تنقطع زياراته
لكن انقطع صوته و تجمّدت الحكاية على طرف ذاكرته كأنه أضاع آثار الرجل الصالح
و لم يجد ما يقوله لها
عدا أن يطيل مكوثه على وسادة أحلامها يراقب أنفاسها التي تداعب طيفه
و فجأة فتحت عينيها و قالت : سأدلك أيها التائه إليه !
أنظر إلى عيني مليّاً و فتش عنه بصبر و حكمة و أناة ربما وجدت مأربك
أغمض عينيه هذه المرّة و بقيت هي تتأمله
تتفحص ملامحه كأنها تحلم به لأول مرّة
تكاد تلمس خدّه بفضول ! هل ينام زوار أحلامنا !!
فتح عينيه و لزم الصمت لثلاث ليالٍ
كلما همّ بعينيها ليفتش عن آثار الرجل وجد صورته تسبح في بحرها
حتى كاد يغرق لولا أنها أسعفته بيقظة مفاجئة
قرّر أن يحسم أمره و يكمل الحكاية : لن تغويني عيني إنسيّة
في الليلة الرابعة وجدته متكئاً ينتظر غفوتها
و بلا مقدمات قال :
حث الخطى رجلنا الصالح متبعاً أثر الدخان
و تعثر مرات في بشر و صور و حجر
لولا أن همّته العالية تحمله لسقط هو الآخر هامد الرغبة
فوجئ بما رأى
أبصر جمع من البشر يذكون النار أسفل صفيح
و يقذفون امرأة بالأغصان
كانت ترقص كفراشة تحترق دون أن يمس الوهج إلا قدميها
توقف لحين يتفكر فيما يرى !
أتراها ترقص لهم من أجل متعتهم ؟
أم تراهم يعذبونها لعارٍ ألحقته بهم ؟
مشهد حيّره و لا زال يفكر بتفسير لا يمت للمنطق بصلة
إنه بعيد عن الواقع بمسافة عمر لن يعود
و ملامح العودة اختفت تماماً
كانت كلما اجتاز مسافة اختفى الطريق من خلفه و تشابكت أغصان المجهول لتحول بينه و بين فكرة التراجع
كان موعوداً بها و لا خلاص
نواياه ساقته و عليه أن يتم ما بدأه

هكذا حدثته الفتاة قبل أن يكمل سرده
عليكَ أنت أيضاً أن تكمل ما بدأته



و لأجل غير مسمى ( يتبع ) لعله قريباً يا سيدات و يا سادة ..