عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-18, 02:05 AM   #323
يَعْرُب

الصورة الرمزية يَعْرُب

آخر زيارة »  07-14-23 (03:20 PM)
اصبّر نفسي في الهوى أدبا.
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






أشعر بأن لدي مهمة لا أعرفها وعلي القيام بها.. لا أقوم بشيء.. فأشعر بالخيبة لعدم قيامي بالمهمة التي لا أعرفها.. أشعر أيضا ً بأني مختل بما يكفي لأشعر بما سبق.. عندما كنت صغيرا ً كنت أكتب بالمقلوب من الشمال لليمين.. كان المدرس يضربني كطريقة بدائية لإصلاحي.. ثم صرت أكتب الكلمة بالمقلوب في رأسي ثم أقوم بكتابتها بالطريقة " المطلوبة " على الدفتر.. كان علي دائما ً أن أجد حل ما..

جدي أخبرني ذات مرة ألاّ أفهم أي شيء بالطريقة بالمطلوبة.. وبأني علي فهم كل شيء بطريقتي الخاصة.. لذا علي تعلم كل شيء أصادفه كي أبني طريقتي الخاصة على أسس الحقيقة.. كان جدي يهذي كثيرا ً فوق رأسي الناعس.. لم أكن أعبئ أن كنت أفهم حديثه أم لا.. هناك شيء ما داخلي كان يكتب كل كلمة يسمعها ليخبرني بها فيما بعد.. كنت أشعر حينها بأني لست ذكيا ً بما فيه الكفاية لأفهم عن أي شيء يثرثر هذا العجوز فوق رأسي..

كنت أكتفي بالصمت.. أنظر وأصمت فقط.. وكأني أتحدث ولكني لا أفعل.. كنت أرتكب الصمت بمهارة.. أتحدث كثيرا ً داخلي .. أثرثر.. أدعو .. أصرخ .. ألعن.. أغني ..

هذا الوغد لا يتكلم.. كهذا يقول أحيانا ً..
هذا الوغد لا يتكلم..
..

اللامبالاة تحولك إلى كائن بليد لا يبالي بمحبة الناس وكراهيتهم.. أحيانا ً أشعر بالأسف فأضرب قلبي الوغد المختبئ بذعر مني خلف قضبان الجسد كمحاولة بدائية لإصلاحه تماما ً مثل محاولة المدرس.. علّه يبدأ بالعمل بالطريقة المطلوبة.. ولكنه لا يفعل.. هكذا أكف عن أصلاحي فأعطيه الضوء الأخضر ليخرب كل شيء يصادفه..

يخبرني ِأن شيئا ً مني يغادرني كل يوم ليزروها.. يسكنها قليلا ً .. ثم يعود لي ليخبرني عنها وليلعنني.. فيخبره قلبي بأني أكرهني أيضا ً .. وبأني أحبها جدا ً..
..
يخبرنني أنني خطيئة بلا هويّة.. كمية لكاعة فكرية لم تعد تبالي بشيء.. بأنني أريد أن أكرهها لأموت.. فلا أستطيع إلاّ أن أعشقها.. لذا أكرهها.. أحبها .. جدا ً ..
..

أشعر بالتعب قليلا ً .. أريد أن أرمي ظهري على الكرسي قليلا ً .. أن أغمض عيناي قليلا ً .. أن أحلم قليلا ً .. أن تتوقف الأشياء الكثيرة قليلا ً.. أن يصمت هذا القلب المعطوب قليلا ً..

على هذا أن يتوقف..
عليه أن يفعل..
..
أضرب صدري محاولا ً التواصل مع قلبي بذات الطريقة البدائية..
أخبره بأني متعب جدا ً ولم أعد أحتمل رغبته بضخ المزيد..
أحث رأسي على تولي زمام اللحظة والمسير بعيدا ً عن ضوضاء قلبي وسكانه..
وأبتعد عني نحو أي شيء آخر..
..


 
مواضيع : يَعْرُب



رد مع اقتباس