إنني أشعر بخدر شديد خلف عنقي, ماذا حدث لأطرافي أكاد أشعر أنها مبتورة, لا أعلم كيف نمت ليلة الأمس, كم الوقت الآن يا ترى, أشعر ببرود الهواء من حولي, نسيت بأننا في فصل الشتاء آه ما أصعب هذا الفصل الآن, لكنني كنت أحبه, أعشق رائحته ونداء القطرات على النوافذ, ماذا حصل لي حتى أصبحت أراه كالجحيم, هذا السقف يبدو لي أنني رأيته ألف مرة, بل إنني لا أذكر من حولي شيء إلا هو.
أحدهم قادم من الغرفة المجاورة, من هذا يا ترى إنه أبي, أشتم رائحة سجائره عن بعد, تبدو كرائحة النعناع, هذا الدخان الذي أحضره له صديقه من الخارج عندما عاد من السفر, لماذا دخل غرفتي هل تأخرت في الاستيقاظ هذا الصباح! أمي قادمة أيضا أسمعها تنادي على أبي ... - يا رجل يا رجل ماذا تفعل ! لماذا تدخن في غرفة ابننا؟ لقد ألح الطبيب بأن نحافظ على غرفته نقية, أخرج أرجوك, - لم أنم جيدا يا امرأة منذ عام, ما زلت ألعن العربات كل صباح ومساء, كيف دهسته تلك السيارة...
- تماسك يا رجل هذا قضاء الله, أنظر انظر إنه يحرك إصبع قدمه يا إلهي ..!
هوني عليكي يا امرأة منذ شهر وهو يحرك إصبعه...
أتعلم ...!
لا أصدق أن ابننا ميت سريرياً كما قيل... كلما أنظر بعينيه, أشعر بأنه يراني ويشعر بوجودي, بل ويشعر برائحة النعناع في سجائرك أيضاً.
#عادل