عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-18, 01:23 AM   #245
عاشق الحرية

الصورة الرمزية عاشق الحرية

آخر زيارة »  05-05-24 (10:33 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



استيقظت اليوم واذا بي أجد رسالة في أحد تلك المجموعات المتكدسة لدي في الواتس آب ...

الغريب في الأمر أن تلك المجموعة أخذ عليها الوقت كثيرا
حتى أنني نسيت اليوم الذي تم إنشائها فيه والمناسبة التي تم إنشائها لأجلها...وقد فقدت بعض أرقام الأشخاص المسجلين فيها ..

لكي لا أذهب بعيدا... كانت تلك الرسالة عبارة عن مقطع فيديو ربما لا يتجاوز الأربعين من الثواني...
ولكن أخذني بعيدا حتى أنني لم أتمالك نفسي من غزارة المشاعر
وقوة شريط الذكريات التي تم استرجاعها في وقت قصير بتدفق غزير من العواطف الجياشة ...

كان ذلك المقطع عن غزال صغير ساقط في أحد البحيرات وإذا بأحد التماسيح يحاول أن يلتهمه ولكن بسرعة البرق قفزت أم ذلك الغزال امام طريق التمساح ليلتهمها بدلا من صغيرها..!!!! وفعلا حصل ما أرادت تلك الام ....

يارباااااااااااااااه اي تضحية تلك ...

نعم ياسادة انها الام ..

من صباحي حتى أن جئت أضع رأسي على الوسادة ...
ومازال ذلك المقطع يحفر في مشاعري وينبش رفات عواطفي...

هي شمس في النهار يضيء لنا الدروب وقمر في المساء ينير لنا الظلمات
ماء يتسلل إلى العروق لترتوي منه القلوب ...
قلب آخر ينبض بجوار قلوبنا يستعد للتضحية بنبضاته فداء لنا
عين تراقب واخرى تسهر لأجلنا...

روح تصافح ارواحنا مهما بعدنا عنها حتى انها تستشعر ما يخالجنا قبل ان نتحدث إليها..

ابتسامة الرضا لا تفارقها حتى ولو كنا بقمة التقصير..
ابتسامة الفرح أمامنا حتى ولو كانت بقمة الحزن ..

تلبس رداء الصلابة حتى وهي أنثى بقمة الطهارة والأناقة لكيلا لا نستشعر ضعفها أو نشعر بغياب جدار البيت الأب ...

يا امي علميني كيف استطعت فعل كل ذلك ...

تتعبين اليوم أشد التعب وما ان تغيب الشمس حتى تبتدئين بتجديد روحك لأجلنا...

ياشمعة تحرق نفسها لكي تمهد الطريق لفلذات اكبادها...

نستشعر كل ذلك يا امي إلا أننا لا نكتفي ... وكأننا نار تطلب المزيد

هآ انت على مشارف الستين ومازلت كما أنتي يا أمي

ترين جميع أبنائك أطفالا صغار ...تلملمين مشاعرهم وتحتضنين كبيرهم قبل صغيرهم....

آه يا أماه.... على أن لك اكثر من ابن وابنه إلا أنك تستطيعين المساواة بينهم في كل شيء ... اي قلب تحت اضلعك...
بلا زيادة او نقصان جميعهم في العين سواء ...

سهرتي ... تعبتي... كله لأجل الإبن... ما أعظم الأم ...

سبحان من خلق ووهب وجعل الأم بهذه الروحانية والطهارة ...

هي الأم ياسادة كل مساء تضع رأسها على الوسادة حتى تبدأ بالبكاء لأجل أبنائها فهي بطبعها حساسه ...

امي علميني من اين لك كل هذا ...

حتى أن الجميع يحاول أن يفي ولو بالقليل من حقك ولكن هيهات هيهات..

فإنك تجاوزتي كل الحدود فلا نستطيع فعل أي مردود..

في البرد انتي لنا لحاف وفي الحر ضلال... ما أروع الأم..

حرفين ألف وميم ولكن بينهما ألف قلب وقلب بأي قلب تريدها أيها الإبن فهي على أتم الاستعداد مهما كانت أحوالها....

سلام عليك يا أماه وحفظك الله ورعاك...

مهما كتبت لن تتجاوز أحرفي نظرة واحدة من نظراتك الدافئة...


هي رسالة في أحد تلك المجموعات المتكدسة لدي في الواتس آب
أحدثت في داخلي جلبة لم استطع كبح أصواتها

دمتم بود

عاشق الحرية


 
مواضيع : عاشق الحرية



رد مع اقتباس