ثم لمع في عقلي الأمر... كيف حدث ذلك..! لقد عقدت اتفاقا مع الشيطان..!
كصفعة في منتصف أيلول تطرقت الأفكار ..
ما هذه السجائر في يدي ...!
ما هذه الزجاجة..!
منذ متى هذا الشراب في يدي ..!
أدركت بأنني تغيرت كما تغير الريح أذرع الطواحين تغيرت .. بل تحطمت ..'
كما باع " فاوست" ذاته للشيطان ها هو حدث لي ..
كلبي جائع بجانبي يلعق كتفي ...
لقد بعت نفسي للشيطان، وثمة شهود ..
شهود أتوني كما أتوا " برتا "
أتذكر ما حدث لها جيدا ....
عندما تقدم الراهب من " برتا "ومعه رجلين من أقوياء القرية، حزنت العجوز حزنا لم تحزنه منذ سبعين عام .. كانت تعلم بأنهم أرادوا قتلها لكسب عشرة قطع ذهبية للقرية جمعاء فكان الاختيار عليها ليس لانها وحيدة وحسب، بل وأكثرهم حزنا، وكما قال لها الراهب، بأن الرب اختارك يا "برتا " لتكوني عنده ...
- أصمت أيها الكاذب ، ألعنك ورئيس البلدية والأسقف وأهل القرية وجميع من تآمر على كائن ضعيف ..
قبل أن يضعوا المنوم في فمها استعدادا لقتلهاقالت له: لن أذهب هكذا .. سأدع خلفي خطيئة كل العالم، ثم ذهبت مع اللاوعي تاركة خلفها جحيم يتدافع من باب القرية ..!
ها أنا ذا .. مكبل بشهود، ودمي ملطخ بالنبيذ ..
وشيطاني قائد وأنا البيدق ..
لا مكان لي بين النقاء..
أفسدت طهارة الهواء ..
مسح على جبيني رجل الدين ..
تلا بعض الأيات ..
تخبطت عضلاتي ..
اضطربت مقلتي ..
أمسكت خطاياي ..
هرولت نحو المحرقة .../