04-27-18, 10:13 PM
|
#1 |
|
منّي وإليَّ - رسالةٌ لا تعنيكم
أَعلَم تماماً بكَمِّ الدَّهشة التي أصابتكِ الآن وأنتِ تقرأين رسالتي ، أعلَم بالتساؤلات التي تدورُ بذهنك ، أَعلَم كل شيءٍ عنكِ كما لو أنني أعيشُ معكِ كل لحظاتك ، إلا أنني بالحقيقة هناك "بالمستقبل" .
تعيشين مع أملٍ قد شاخَ واحدودَبَ ظهرُه ، تعيشين مع أُمنيَةٍ مُصابةٌ بالزَّهايمر ، تنسى بقاياها التي تشبّثت بقلوبِ من مرّت بهم وأفئدَتِهم ، ولذلك تَنسى أن تُحقَّق أيضاً .
أَعلَم تماماً بأنكِ تَسعَين ، ولكن سعيَكِ الطويل ذلك كثيراً ما أَوصَلَكِ لمَصيَدَةٍ يفوحُ منها عَفَنَ اليأس ، تمكُثينَ بها طويلاً ، طويلاً جداً عزيزتي عبق ، لكنكِ تُحررينَ نفسكِ منها بعدَ مَدَّة ، لا يَهم إن طالَت أم قَصُرَت ، المهم أنكِ تفتكين بها ، تمزقين ذلك الشَّرَك ، تركلينَهُ بقدمٍ من عَزم ، ثم تُكملين مسيرَكِ ركضاً .
مُتهوِّرَةٌ أنتِ أحياناً ، تُظهرين السوء وبداخلِك جنّة ، تُظهرين الصّلابة وفي جوفِك قلبٌ هَشٌّ يكادُ نبضَهُ يؤذيه .
لكنكِ لا تعلَمينَ الكثيرَ عنّي ، أنا لستُ ما تعيشينَهُ بيومِك هذا ، لا شَكلكِ شكلي ولا عُمركِ عُمري..ولا إنجازاتك إنجازاتي ! .
تجاعيدُ وجهي اليوم لم تنساب إلا بسبب تلك الأحلام التي لطالَما ركضتُ إليها ، أرهقتني كثيراً "وستُرهقَكِ أنتِ أيضاً" ، وقعتُ بالخيباتِ أكثَر من مرّة ، بتلك المصيدة التي لطالَما وقعتِ أنت أيضاً بها ، وقعتُ بها أكثَر مما وقعتِ بها أنتِ إلى اللحظة التي تقرأين بها رسالتي ..
حققتُ الكثير يا ماضيي الجميل ، حتى حُلُمك الذي غشاكِ غُبارٌ من يأسٍ لمحاولاتكِ الفاشلة بالوصول إليه قد حققتُه ، فَشِلتُ ومازِلتُ أفشَل ، لكنني مُستَمرّةٌ رُغمَ ذلك ، أنتِ تَعلَمين رأيي بالفَشَل تماماً ، لَم أُغيِّرهُ إلى هذه اللحظة "الفَشَل بوابةُ النَّجاح" .
أتعلَمين ماذا أيضاً...
إنه الوَطَن !!
لقد ابتسَم ثَغرَهُ أخيراً ! !
أترين تلك التجاعيد التي تبدو لكِ الآن به - في زمنك - ؟!
اليوم قد اختَفَت تماماً ، حتى أن وجهه يبدو لي الآن نيّراً ، وكأنّهُ طِفلٌ لم يَخرُج للنور سوى منذُ لَحظاتٍ من الان .
ليتَكِ ترينَهُ معي بهذه اللحظة ! !
صحيح..متى ستصلينَ إليَّ ؟! ، أشتاقُكِ كثيراً ، لم أطأ بريدي هذا منذُ زمن ، وذلك لأنه قد أصبح موضة قديمة ، الناس الآن قد تخلّوا عنه ، لأنهم يَرَون أن لا فائدة منه ، إن اشتقت لإحداهن فعليَّ زيارتها ، أو الإتصال بها إن طالَت المسافات لدرجة صعبت معها الوصول إليها ، لأن الرسائل وحدَها لا تُطفئ الحنين يا عزيزتي .
أنتظِركِ بشغف
محبّتي المُرسل: مُستقبَلِك
[عبق] |
| |