04-30-18, 10:02 PM
|
#1 |
| | 
بريد صادر _جدران المعتقل تتحدّث
[جدرانُ المُعتَقَل تتحدَّث]
لا سلامٌ أُحييكُم به ، ذلك لأنني لم أُبقي لأرواحكم سلامٌ تنعَمُونَ به ..
تعلمونَ لِمَ ، تعلمونَ ذلك أكثر مني
ولكنني حقاً لا أعلَم أيُّ جحيمٍ هذا الذي قد استَعَرَ بي لأتلذذ بصرخاتكم وتأوّهاتكم المُستمرّة .
حقاً لا أَعلَم كيفَ لي أن أُطبِق جُدراني عليكُم في محاوَلَةٍ بتهشيمَكم وأرواحَكم.
أصابتني منذُ سنواتٍ مَضَت وعكةً صحّية تقيّأتُ بها كل ذي ذنبٍ حقيقي بينكم ، فكنتم لي الترياق الذي استمرّيت على التداوي به لأعوامٍ وأعوام ، أحييتموني بالذّكرِ فإذا بي أجلُدكم حنيناً ووجعاً ..وعذاباً بهيئَةِ سوطٍ يَفُض الدَمَّ ، وهرّاواتٍ تَشُقُّ العَظمَ .
أحببتكُم بِقَدرِ ما أوجعتكُم ، أحببتُ الأُخوّةَ الشديدة الوِثاق بينكم ، أحببتُ الإيثار بِكم ، حتى وأنا أضيِّقُ عليكم الخِناق كُنتُم تصنعون الفَرَح لبعضكم بتلك الهدايا التي تتبادلونها ، أتمنى حينها لو أنّي أتخلّى عن كوني مُجرّد مقصَلَةً لعلاقاتكم مع من هم خارِج جدراني .. لأكون فرداً منكم ، أُعاني ما تُعانوه ، وأذوقُ من العذابِ ما تذوقوه ، ولكن مع قليل من نعيمِ الأُخوّة بينكم .
أعتذر كثيراً ، أولئك المجرمون قد جرّعوني سمومهم ، وما من طريقٍ إلى الشفاءِ سواكُم .. أعلَم بأنني أقومُ بغيرِ ما وُظِّفتُ لأجلِه ، لكنني بكم أشعُر بالبَرَأ ، أشعُر بمَرَضي يتسرَّب للخارِج .. لأرضِ الوَطَن يتسرَّب لينشُر وباؤه بينَ الناس خارجي ... على أيةِ حال ، لا يَهُمَّني ذلك ، فليذهبوا إلى الجحيم ، قد صارَعتُ المَرضَ سنيناً ، أما الآن فقد حانَ دورهم ..
[عبق] |
|
|
|