أيتها الجميلة
(( عبق ))
اثبتِ قاعدة إن الإبداع قد يجتر من قلب الألم ،،
من
صرخات باتت تصم الأذنين من استجدائها ،،
من
حمره ملطخة بآهات من ينشدون الخلاص ،،
من
عمر يباد في زهره شبابه ،،
من
إنتظار لأم مكلومة ،،
و
زوجة لم يجف الخضاب عن كفيها ،،
و
ابناء حُكم عليهم باليتم وآبائهم أحياء يرزقون ،،

،،
إلى ذاك المعتقل ،،
وجدرانه ،،
وحكاياته المؤوبه ،،
الصرخات
التي تتلذذ بها هي نكبات
مالكيك يوما ما ،،
ودم الثكالى هي عار على دعاة التنكيل
وثوب عروس أبيض طاهر هو علامة على سود
وجوه تطلب عرض الدنيا ،،
ونظرة طفل هي مقتل لكل من يبغي العزة
ولا يطلعها ،،

،،

أيتها الجدران ،،
كم تباهيكِ بلون اصطبغتي به مخزٍ ،،
ستنطيق يوما وستسد الأفواه ،،
ستتكلم أرجلهم وأيدهم ويُختم على أفواههم ،،
ستشهدين عليهم فأنت أيتها الجدران ليس
لكِ أمان ،،
صديقة لمن يشتري هواكِ الملوث ،،
مخلصة لمن يتخذ شعار النمرود على بضاعة
رخيصة عنوانها لحم رخيص ،،

،،
أدوات تعذيب متففنه حتى فتنت من يحملها
فأوقعته بشر أعماله ،،
بات يرى الخطأ صواب فطباخ السم يحسه
عسلا مصفى ،،
يرى في الآثار المشوهه لوحات فنية سيريالية
هذا الفن البعيض الذي أكره أن أتعايش
مع خطوطه الغير منطقية ،،
،،

جدران وقضبان وآهات وأرواح تُقبض،،
كلها عنوان
لضعف خُتم بشعار
لا اسمع ،،
لا أرى ،،
لا أتكلم ،،
فالأرض بتتكلم عربي ،،
والأمجاد تحتاج ترجمة بعد أن احتلها
من لا يجدون لغة بني يعرب ،،

،،
أيتها الجميلة
أثخن قلمكِ جراحا لا تتناسب وبرائتكِ،،
وحركت مشاعر لا نريدها ،،
فنفوسنا باتت لا تريد أن تعي حقيقة
ضاعت أمجادنا ،،
لا استغرب من هانت عليه ذاته
كان على غيره أهون ،،

،،
لأدع مساحة للأمل
فهناك شئ سرني
أنني بحضوركِ أنتِ أيتها الجميلة الرائعة
بحضور
(( عبق ))
التي أحب أن تكون أول مشوار صباحي
(( صباح الخير يا كل الخير ))
مررت من هنا فرحة لوجودكِ
الله لا يحرمنا من ذي الطلة
الجادل ،،،