الموضوع: سجين الحزن
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-18, 07:12 PM   #14
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (01:43 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




في القصيدة الشئ لكثير من المعاناة ’’ ولكن بها شئ أروع مشاعر نادرة وجميلة وفريدة ومميزة ’’ (( حب الوطن )) ذلك الحب الذي يفوق كل اعتبار ’ ذلك الحب الذي لا تضع له معايير ’حب فطري تكون بتكوينك ’ ونما بنمو سنوات عمرك ’ وطال حتى بعد توقف تطور نموك الإنساني ’ حب شامخ لا يقارن بأي حب ’ حي ترخص من أجله النفس والروح ’ تسلم له الأرواح ليعيش هو ’’
في القصيدة وقفات ’’ و وقفات ’ لنبدأ من حيث ما بدأت ’’
العنوان
(( سجين الحزن ))
جاء متضمنا في أحد الأبيات ’ ووفقت في انتقائه ’ ولكن على الرغم من قصر كلماته واقتصارها على كلمتين ’ وعلى الرغم من روعته التعبيرية ’ إلا أنه يمثل كمية لا متناهية من الأحزان ’ تتدفق منه مشاعر الألم ’ عنوان يعلن عن مشاعر تستصرخ وبقوة ’’ مشاعر مؤلمة ’ وهم لا متناهي ’ فمن يعيش أسيرا لأحزانه لدرجة اتخاذه عنوان ’ يعاني معاناة عميقة ’’
وللعنوان وقفة حين ما يأتي مكانه بتفصيل أوسع ’’ عموما العنوان جدا رائع ’’
المجموعة
( أ )
أعاتب يا تُرى لمن العتابي
خيوط الليل قد زادت عذابي
رأيت البدر مكتملا بهيا
يكابد نوره خلف السحابي
إذا ما لاح ذاك الطيف زادت
جروح القلب وزداد انتحابي
الأبيات هنا في مجموعتها الأولى بمجموعة تحتوي ثلاثة أبيات ’’ تبدأها بكلمة العتب (( اللوم )) ولكن تستفهم هنا ’’ لمن سأوجه ذاك اللوم ؟؟؟ على من سألقي الأحداث وأسبابها ؟؟؟ هنا نلمح العدد في كثرته ’بمعنى كثيرون هم من يستحقون إلقاء العتب واللوم ’’ فمن كثرتهم تنتابك حيرة على من ستلقي بلومك ’’ فنقول بلهجتنا العامية (( أعاتب من وإلا من ’’ أو أعاتب من وأخلي من )) وذلك للدلالة على كثرة من يستحقون توجيه العتب ’’ وما أروع القادم وأنت تصف الليل كثوب حيك من خيوط ’’ خيوط سوداء حالكة تمثل الدلالة اللونية لليل ’’ وما أروع ذلك المعنى فعلا الليل دائما وقت السكون الذي يجد متسعا وفسحة من إلقاء التفكر والتحدث من الذات للذات ’ فسنة الله تعالى في كونه (( جعلنا النهار معاشا )) فالنهار وقت السعي الدءوب الذي ينشغل به الإنسان في معترك الحياة بين عمل أو دراسة أو قضاء حاجات ’ بالإضافة لوجود الناس من حوله بكثرة ’ فيكون الانشغال عن تلك الهموم كبير ’ لكن الليل في قوله تعالى (( وجعلنا الليل سباتا )) وقت الهدوء والركون إلى الفراش ’ وقت الراحة ’ فمن تشاطره الهموم يرتحل النوم عنه ’ ويشاطره السهر ’ فيأخذ من أبجديات الليل وجماداته كنديم للحوار ’ هنا تتكالب الهموم وتشتد لأن عنصر الأشغال والانشغال قد أُسدل عليه الستار ’ هنا تشير لذاك القمر في مراحل نموه يشير لمنتصف الشهر فالانعكاس جاء كامل وأكتمل الحسن بطلته ’ وقد اخترت منتصف الشهر الهجري بالتأكيد ’ لأن القمر يرتبط بشهور قمرية هجرية ’ وقد حددته أنت سلفا (( منتصف شعبان )) ’ ليس الفترة الزمنية هنا مهمة بقدر الشكل الكامل للقمر الذي تمثل بأحلى حلته وحسنه ’ فهنا القمر بدا بكامل رونقه ونوره وطلته الرائعة ’’ فراق له إسقاط حديثك وحوارك معه ’’
لحظة سأتوقف هنا فهنا محطة جميلة جدا بل رائعة ’’ (( البدر )) ’ القمر المكتمل إنا أميل لحوار القمر أكثر من الشمس مثلا في الأبيات الشعرية ’ على الرغم إن القمر ما هو إلا عاكسا لأشعة الشمس فالشمس منيرة في ذاتها ’ تنير غيرها ’ من هنا قال الشاعر النابغة الذبياني في مدح ملك الحيرة (( النعمان بن المنذر ))
فأنك شمس والملوك كواكب ***إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
فالشمس مضيئة عكس الكواكب المعتمة ’’
لكن لماذا أميل للقمر في الأشعار ’’
القمر يشبه طبيعة الإنسان وهو الأكثر قربا له ’’ القمر تستطيع أن ترفع رأسك فتناجيه دون أن يؤذي بصرك ’ عكس الشمس ’ فكأن للقمر صفة التواضع الجميلة على الرغم من اكتمال جماله ’’
القمر له سمه إنه يعكس نور الشمس من أجل أن ينير الليل المظلم ’ من أجل الأخريين فكأنما هو يضحي لإسعاد غيره ’ حتى وإن كان الطلب على حساب الذات ’ فطالما كل هؤلاء البشر سينعمون بنور الليل سيسعدهم هنا روعة التضحية والإيثار جميلة ’’
القمر به صفة إن له وجه وجانب منير ’ بينما جانبه الأخر مظلم ’ فهو كطبيعة البشر ’ البشر الساميين بالمشاعر على الرغم من أحزانهم وآهاتهم ’ لا يجبرون أحد رؤية أحزانهم ’ بل على العكس تماما دائما ترى الجانب المشرق منهم ’’
لهذا القمر مفضل لدي في الأشعار .
ولنعود الآن لمجمل أبيات القصيدة وتحديد عند الشطر الثاني من البيت الثاني في هذه المجموعة ’’
القمر أيضا يناله شقاء في الليل فهو يرى تلك السحب التي تحاول أن تحجب نوره ’ وكأن تلك السحب تغار من ظهوره لجماله ’ ولتمكنه من جذب الجميع إليه من ذلك الحسن والنور ’ فهو يتوارى ليظهر من جديد ’ بل قد يتوسط كبد السماء معلنا انتصاره على تلك السحب ’ فأنت عندما ترى تلك الصورة القمرية المكتملة ’ تزداد به الجروح وتتراكم عليك الأحزان ’ لأنك وجدت النديم الذي يشاطرك الحزن متمثل في ذلك (( البدر )) هنا تظهر كل مشاعرك في وجود من تبث إليه شكواك ’ هنا تثخنه الجراح بتذكرها ’ وكأنها مشاعر شخص قد كسر كل قيود الصبر , فأنتحب والانتحاب هو البكاء العنيف بصراخ ’ بحرقة وألم ’ فهنا بلغت مرحلة بها حالة انهيار لمشاعر الصبر ,, روعة بل قمة الروعة المجموعة (( أ ))
الصور البيانية والمحسنات والأساليب :
( لمن العتابي ) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : استفهام ’ غرضه : بيان الكثرة العددية بتحسر ’
( خيوط الليل ) : استعارة تصريحية شبه الليل كثوب محاك من خيوط للدلالة على ظلمته ’ فالنهار عادة يشق ثوب الليل بخيوط فضية مضيئة ..
( قد زادت عذابي ) : كناية عن شدة الحزن .
(بهيا ) : كناية عن الجمال الفتان .
( يكابد نوره ) : استعارة مكنية شبهت نور القمر كشخص يصارع ويعاني من تلك السحب الغرض منها بيان تضحية القمر لإبداء نوره للجميع ..
( زاد انتحابي ) : كناية عن النوح ومجاوزة حد الصبر بمناجاة البدر .
روعة جدا ومتنوعة ’’


 
التعديل الأخير تم بواسطة الجادل 2018 ; 05-04-18 الساعة 07:22 PM