الموضوع: سجين الحزن
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-18, 07:17 PM   #15
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (01:43 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




المجموعة
(( ب ))
وتعوي الريح يسمعها فؤادي
ترانيما يترجمها كتابي
تراني رغم ضيق الحال سمحا
أظاهر أنني فرحا لمابي
أغني للسعادة رغم إني
سجين الحزن في دنيا السرابي
أعمر للورى صرحا منيعا
وبيتي لا يورى غير الخرابي
ونأتي لأبيات لا تقل روعة عن المجموعة الأولى ’ إن لم تكن قد فاقتها روعة في حقيقة الأمر ’’
فتستهلها بصوت (( العواء )) العواء عادة للذئاب ’ وإلصاقه في وقت الليل ’ هنا تزيد الصور و وحشة وغربة وسوداوية ’ روعة جدا في التصوير ’ قاسية جدا في التصور ’ فتلك الصورة بوحشتها مخيفة ’ مرعبة باردة ’ انتزعت كل مظاهر البهجة منها ’ وتكمل الروعة إن ذلك العواء ما هو إلا صوت الرياح ومن المعروف إن الرياح تعبر عن نفسها بالصرير ’ فهنا صوت رعب كبير ’’ و وحشة أكبر فالرياح تحيط بكل الجوانب فما هي إلا هواء قوي الهبوب ’ روعة الصور ’ ولكن على الرغم من تلك القسوة وذلك الصوت المرعب وتلك الصورة السوداوية تعطيها تعبير يخفف من حدتها (( ترانيم )) فالترنم يكون للإلحان الجميلة الشجية العذبة لا أصوات كالعواء ’ هنا تعبير جميل في كيفية التعامل وإدارة الأزمة والمصيبة ’ تتلقاها بصدر رحب أنت تترجمها على عكس واقعها المرير ’ روعة بل قمة الروعة هذا المعنى أن تتعامل مع الأمور رغم الهموم العالية الوتيرة بمعنى يجعلك تتعايش معها ’ لا والأكبر من ذلك تستطيع أن ترى الأشياء الجميلة في عز تلك الأحزان ’ أنت مثلت صورة هنا للإنسان الذي لا تتوقف حياته ’ تستمر بألمها تستمر ’ أرى هنا طيف أمل ’ روح عالية رغم ما يحيطها من مخاطر وألم والله رائعة ’ وتكمل الأبيات بأن على الرغم ما بك من الأحزان ’ إلا أن لك القدرة أن تكون سمح مع الأخريين ’ هنا السماحة في البشاشة ’ بوجه مبتسم مع الأخريين رغم معاناة القلب وشقائه ’ لا تظهر آلالامك للأخريين ’ بل على العكس تشاركهم الفرحة ’ وتتسامح معهم ’ وتضحك وتبتسم على الرغم إن داخلك يئن ’ ما أروع ذلك المعنى ’ فعلا بينت الوجه الإنساني ورسمته بدقه ’ هناك من يعاني ولا يشعرك بمعاناته ’ كم راق لي ذلك المعنى وسموه أحسنت جدا به ’ ومن هنا تنطلق لبيت جديد وكأنك تغني الفرح ’ تغني لضيوفك الذي رمزت لهم بالسعادة ’ أراهم هنا هم سر سعادتك ’ فعلى الرغم من الكدر والهم ’ إلا أن سعادتك بمن حولك ’ هؤلاء من تغني لهم ’ الغناء هنا ليس بمعناه ولفظه الحرفي ’ لا بل أراه كمعنى تعبيري عن إظهارك عكس ما بداخلك بمشاركتهم أجواء المرح روعة ’ ولننتقل في هذه المجموعة ’’ للشطر الذي أحتوى على عنوان أبيات قصيدتك (( سجين الحزن )) فما أروعها من صورة ’ وما أقسى معناها المرير ’ فالسجن كمعنى حقيقي جدران ’ قد تحوي مجرمين ’ أو مظلومين ’ لكن هنا سجن جدرانه معنوية لا حقيقية ’ لكنها تسجن بل قد يفوق سجنها حزنا السجون الحقيقية ’ السجون هناك تسجن الأبدان ’ وقد تنكل بها ’ سجنك قضبانه وجدرانه وأرضيته وسقفه كلها بنيت من طوب الحزن ’ وما أقسى ذلك السجن يعذب النفس ’ ينكل بها نفسيا بما تراه العين ’ وتستقبله النفس بضيقة فتظل أسيرة حبيسة سجينة ’ ليس بإرادتها بل بما فُرض عليها ’ هذا السجن فعهلا عبارة عن سراب ’ لكنك تعيشه كواقع مرير ’ كم وكم راق لي هذا التصوير الرائع ’ ولنأتي لأخر بيت في المجموعة وتعبيرك الذي لا يقل روعة به ’ فتسترسل بقولك إنككم بنيت للخلق (( الناس )) بناء يتميز بالمنعة والحصانة ولا شك أيضا هنا البناء معنوي ’ هنا أراه لمن حولك للأصدقاء ’ والقريبين منك ذلك الحصن في قلبك وكأنه بيت معمر لهم تحفظهم وتصونهم ’ حفظهم بذكرياتهم ’ بأسرارهم ’ وكم هو المعنى شاسع وكبير بين الورى (( الخلق )) ’ وبين الحقيقة الواقعية ببتك وصرحك الواقعي على أرضك ’’ فمنزلك هنا أكب في المعنى من مجرد منزل شخص واحد ’’ بيتك هنا رمز (( للوطن )) فالوطن اليوم يعاني من الدمار والتدمير ’’ كم أجد هنا غصة وحب راقي للوطن ’ وما أروع حب الوطن ’ وما أجمله ’ ربي يحفظ اليمن الشقيق وتراه بأحلى حلته قريبا يا رب ’ ولنأخذ من معاناة الشعب الفسطيني مثال فقط للتقريب في الصور شعب على الرغم من معاناته لا زال يفرح ’ لا زال يتعلم أبناؤه ’ لا زال هناك حفلات نجاح وزفاف وأعياد ’ أتمنى لكل أقطارنا العربية والإسلامية خلاص قريب وفرحة ورفعة وسمة ’’
حقيقة كانت أبياتك هنا قمة قمة قمة شاهقة اهنيك عليها بشدة ’’
الصور والمحسنات والاستعارات :
( تعوي الريح ) : استعارة مكنية ’ شبهت الرياح كذئب يعوي الغرض منها بيان كمية الوحشة والرعب في ظل الأحداث الراهنة
( يسمعها فؤادي ) : استعارة تصريحية ’ شبهت القلب كإنسان يسمع الغرض منها إنك شاهد على الأحداث قريب من ذلك الدمار الحاصل
( ترانيما ) : كناية عن اللحن الجميل
( يترجمها كتابي ) : كناية عن تفسيرها برؤيك الخاصة
( سمحا ) : كناية عن الوجه البشوش
( أغني للسعادة ) : استعارة مكنية ’ شبهت السعادة كجمهور يُغنى له ’ الغرض منها بيان مدى محاولاتك إسعاد لمن حولك على عكس بما بك ’
( السعادة ) : كناية عن الأصدقاء والمقربين
( سجين الحزن ) : استعارة مكنية شبهت إن الحزن كإنسان ’ أو طائر يُسجن الغرض منها بيان كمية الحزن العالية جدا
(دنيا السرابي ) : كناية عن عالم وهمي
( بيتي لا يورى غير الخرابي ) : كناية عن الدمار الكبير روعة بل قمة الروعة
’’