الموضوع: نغمُ جديد
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-18, 03:20 AM   #14
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (09:14 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



(( 5 – 6 – 7 ))
(( مبادلة الهوى بالهوى ))
أتيتك بشعر لَبيدِ فانتشينا
مِن البيانِ حتَى ذُبنا وصِحنا
أجيبيني هَل جاءتنا حَروفُ قَيس
هَل غَرقنا مِنهآ ومِن شدتها لَفحنا
أم بوصفٍ للبحترَي البدّيعَ ذبنا
فقطعنا صيامنا قطعاً ومشينا

نأتي لمجموعة رائعة في معناها ’ هذه المجموعة بها ألوان رائعة ’ هذه المجموعة التي من الممكن أن أطلق عليها ’ من كل بستان زهرة ’ وكم هي باقة الأزهار رائعة متنوعة ’ ذات شذى وعبير مختلف ’ لكنه بمجموعة رائعة ’ فقد أخذت في غزلها ’ وفي مبادلة الحب معها صور متنوعة ’ من شعراء عرفوا بقوة إشعارهم ومتانتها ’ ففي مقدمة هذه الأبيات تذهب إلى شعر أحد أصحاب المعلقات المشهورة (( لبيد بن ربيعة )) فقد استقيت من ذلك الشاعر القوي بشعره ’ وقد أشتهر أيام الجاهلية بمعلقته المشهورة ’ فأنت أخذت أولى أزهارك من ذلك البستان ’ فكأنما أسبغته وسقته لها ’ بشعر غزلي ’ هنا كانت مبادلة الهوى بالهوى بدليل (( انتشينا )) فالضمير المتصل (( نا )) للجمع ’ لا المفرد ’ والانتشاء هنا كمن غيب عن عالمه ’ كمن سكر فغاب عقله عن إدراكه ’ هذا حالكما في الهوى ’ فتبادل المشاعر أنستكم العالم حولكما ’ وقد كانت الكلمات من البلاغة والبيان من روعتها وصلتما لحد حالة (( الذوبان )) الرمز هنا بالذوبان للدلالة على حالة الهيام والعشق والحب الكبير الذي تولد بينكما ’ لدرجة أن ذاب أحداكما بالأخر ’ فتوحدت النفسان بنفس واحدة ’ أصبحتما كشخص واحد ’ أما الصياح أتساءل أجاء من باب ذلك الانتشاء ؟؟؟ أنا أؤيد هذا المعنى وكأن الفرحة جعلتكما تصرخان وتهتفان باسم الحب ’ فحبكما أكبر من أن يخفى بوصله تلك الحالة العالية من العشق الذي أوصلكما لحد الثمالة ’ وقبل أن انتقل للبيت الأخر هنا جاء التقول والاقتباس من شعر لبيد من طرفك ’ لأنك في بداية الأبيات ذهبت لذلك المعنى بقولك (( أتيتك )) ’ لكن حالة العشق نالت من الطرفان ’ فيدل أنها تبادلك الهوى بقدره ’ روعة ’ لننتقل إلى الأبيات التي تلتها ’ تعاود إلى نفس أسلوب الاستفهام وتطلب الإجابة منها ’ هنا أراه مساحة لفتح باب الحوار مع من تهوى ’ وفي نفس الوقت تأكيد على حبك الغزير العميق لها ’ فتطلب منها الإجابة على سؤال إجابته معروفة ’ لكنك تريد أن تسمع الإجابة منها ’ وكم يحلو للعاشق أن يمطر أذنيه بما يهوى من الكلام ’ فتأكيد الحب يزيده سعادة ’ يزيده اعتزازا وعزة بعالم العشق ’ وتنطلق بسؤالها والاستفسار عن ما هذه الحالة التي جاءتكما ’ فتقول لها هل هذا العشق الكبير الذي نحياه هل حالة من عشق قيس لليلاه ؟؟ حيث إن حبكما به من حالة العشق الكبير ما يشبه عشق وهيام قيس بليلى ’ وكم هو رائع تقريب الصورة بضرب ذلك النوع من الأمثلة عالية المستوى في عالم المحبة ’ والتي شكلت أسطورة نادرة في عالم الهوى ’ فكأن عشقكما متفرد وفريد من نوعه ’ لدرجة استفسارك مرة أخرى ’ هل قد نالنا من هذا الحب لدرجة إنه قد تطاول علينا بأمواجه فغرقنا ؟؟ ’ فحالة الغرق هنا معنوية فأمواج الحب والمحبة هي الحب والهوى ’ ما أروع ذلك المعنى التصويري ’ فعندما تتخيل ذلك المعنى من طغيان الحب ’ وغرق العاشقان به ’ يدل على مجاوزة حدود المحبة الاعتيادية ’ وهذا العشق هو من نفس جنس حب قيس لليلى ’ عشق غزير ’ وتكمل وأنت تأخذ من عوامل الطبيعة من المناخ ما تحرك به عالم المشاعر ’ ما أروع ذلك فكلمة (( لفحنا )) للرياح الصيفية الحارة الحارقة ’ فكأنما حبكما وصل من درجة لهيبه كالنار التي تكويكما ’ حب ناري ومائي ’ حب يغرق ’ ويحرق ’ هذا التشبيه الرائع صور لنا حب نادر ’ فعلا حب قديم وعتيق رائعة جدا تلك الأبيات ’ وتأتي لبيت أخر (( أم )) للتخير بين الحالة الأولى بين جنون قيس بليلى بحبه الرائع ’ أم قد يكون كوصف البحتري الشاعر العباسي الرائع في وصفه ’ وأحسنت بشدة في اختيار (( الوصف )) بالذات عند البحتري رائع ’ لننظر على سبيل المثال وهو يقول :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النوروز في غسق الدجى
أوائل ورد كن بالأمس نوما

وفعلا كان اختيارك جدا بأخذ الوصف من شعر البحتري الذي يمتاز بقوته العالية في الوصف ’ ’ وترجع لصفة (( الذوبان )) مرة أخرى ’ للدلالة على مدى توحدكما في عالم العشق والهوى ’ لكن لنتوقف هنا شعر البحتري به من الغزل ما يجرح الصيام ’هنا للدلالة إن الغزل زمنيا صادف الشهر الفضيل ’ وللدلالة بعدم التملك الشرعي لها ’ فلو كانت العلاقة التي تربطكما رابطة المحرم بمحارمه ’ لما كانت الصيام مقطع ’ أو مجروح ’ لكن هذه التجاوزات دائما يدرجها العاشق ’ تحت عذر من فرط الهوى(( أنا أتغزل بها)) ’ وإن كانت حدوده عذرية الكلمات ’ وعلى الرغم إن تلك الكلمات لها نفس الحكم في كل أشهر السنة ’ إلا أنك خصصت شهر رمضان هنا ’ لأن حرمته تكون أكثر قدسية وروحانية ’ عموما كنت رائعا في الوصف ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
((أتيتك بشعر لَبيدِ)) :
استعارة شبهت شعر لبيد كشيء مادي يحضر ’ الغرض منها بيان اختيارك أنواع وأغزر أنواع الشعر لمحاكاتها ’ وهنا للدلالة على موازاة بلاغتها .
(( فانتشينا )) : كناية عن غياب الإدراك في حالة اللقاء
(( ذُبنا وصِحنا )) : استعارة شبهت أنكما مادتان قابلتان للذوبان ’ الغرض منها بيان حبكما الكبير .
(( هَل جاءتنا حَروفُ قَيس)) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : استفهام ’ (( هل )) ’ الغرض منه بيان نوعيه الغزل كتغزل قيس بليلاه ’ وفي الوقت ذاته مقدار حبه لها .
((هَل غَرقنا مِنهآ )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : استفهام ’ (( هل )) ’ الغرض منه بيان حالة الحب الذي جاوزه حده الطبيعي .
((مِن شدتها لَفحنا)) : كناية عن الاكتواء بنار الهوى . ذبنا
((فقطعنا صيامنا قطعاً )) : كناية عن جرح صيامكما بكلمات التغزل .
روعة التنوع ,,