الموضوع: أكورديون
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-18, 04:40 PM   #139
وردْ

الصورة الرمزية وردْ
الكتابة نصفي الآخر

آخر زيارة »  06-24-18 (02:09 AM)
المكان »  حيث الغيم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي








11 يونيو :

من يراك بعين قلبه يفهمك من يلمس يديك برقة يشعر بك ، لكنك تفتح لي باب الفراق والجراح فقط ثم تسألني
ما الذي يمنعني ، تسألني وأنت قد أغلقت مسبقا كل الأبواب بيننا و تركت الرسائل بلا رد ..
أطراف روحي مجروحة ، عمقي محترق كيف ألمسك دون أن أتألم ؟

ألم أكتب قبل أشهر وأقل لك إننا نأوي إلى الصمت لإن في الروح مالا يحكى بات لعمقه وبُعده عصيا على النطق ؟
ألا يخبرك صمتي بشيء ؟ .. ألا تتلمس فيه تعبي ويأسي ؟ أنا اتخذ مع السهر كرسيا جانبيا و نظل نراقبك بكامل
اليأس الممكن فقد استنفذت مخزون شجاعتي الذي لم يورثني سورى خسارتك ، استنفذت مخزون الكلمات التي
أدركت ُ مؤخرا أنها لا تجدي ولا تبني - مهما تشبعت بالصراحة - سوى المزيد والمزيد من سوء الفهم والبُعد ،
هل يحتاج كل شيء بيننا للتبرير هكذا كمدان متهم مسبقا وعليه في كل مرة أن يدافع عن كل ردة فعل أو تصرف
يبدر منه ؟ هل يحتاج القرب والحنان والحب كل هذا التعب .. كل هذا الغياب كل هذا الصمت كل هذا الوجع ؟
ألا يمكن أن يكون بسيطا رقيقا كأي شيء جميل ؟ لماذا لا نرتاح حتى نخّرب أجمل لحظاتنا ونكسرها ؟
لماذا لا نتنازل عن كبريائنا وتعالينا ننسى حق أنفسنا الذي لا نفتأ في كل موقف نثأر له .. ثم نضحي كثيرا
أليس الحب تضحية ؟ أليس الحب أكبر تنازل ونحن في أول خطوة على طريقه كنا قد تنازلنا عن قلوبنا ؟
الحب لا يمكن أن يزهر في وسط القسوة والعقاب والعناد والثأر والكبرياء وكل الأوساط المؤذية ..

إنه كورد إن لم نجعله بجانب القلب تحديدا وفي وسط الروح وحدثناه بمنطق الشِعر وسقيناه المطر النقي
واستطعنا أن نميز همسه في وسط ضجيج العقل والعالم لمسناه برقة و أودعناه الأمان فسيُجرح سينزف ويموت
سنخسره قبل أن نعي ثم نظل نبكيه طيلة العمر ، أنا متعبة لإن الصبح لا يجيء والأحلام تظل أحلاما والركض
المتواصل لا يصل إلى شيء .. لإني يأست من عمر لا تنمو فيه سوى المسافات.





 

رد مع اقتباس