الموضوع: شهريار آذار
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-18, 05:49 AM   #1
تراجِيدِيا

الصورة الرمزية تراجِيدِيا
بُــــكاء قـلـب .

آخر زيارة »  12-21-23 (05:07 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي شهريار آذار



.
.

لم يكتملْ حلمنا القمري أيها الحطّاب
ولا نضجتْ أحاديثنا في مواقد السّمر
باغتَنا الحزنُ على عتبات الكلام
وغافَلنا الليلُ بالوسن
حتى لاح الصباحُ
وأيقظ الصياحُ جراحنا
وأجهض أفراحنا
والتفّتْ أفعى الخيبة الرّقطاء حول عنق آذارنا

بكى علينا الصدى
حين اختنقْنا بالصمت
وتعلثمنا بالخيانة
فما التفتَّ إليّ
ولا التفتُّ إليكَ
بل مضينا إلى الغياب بخطى مُترنّحة وعيون ذابلة !

أهو الخريف .. زحف إلى قلبكَ المُراهق ؟
أم هي امرأة أخرى .. تراهن عليكَ وتكيد لي ؟
تستمطرُ في غيابي الصيفَ على رصيف قلمكَ اليابس !
وتستدرج الربيع إلى صحارى قلبكَ القاحل !

أهو الغرور أصاب روحكَ في مقتل ؟
فماتتْ على أوراقكَ الصفراء الحروف !
وانحرفتْ بوصلة الروح إلى الغروب !
أم هي طبيعة الرّجل فيكَ ؟
يزهدُ في المتاح
ويرغبُ في المُحال
ويستكثر من الحِسان والملاح !
ويخال نفسه في حرملك الجواري شهريار !

تَعلّمنا أنه الحبّ ضعف
وأنا لا يعجبني العاشق المُتابكي
ولا يعجبني المغرور المُتذاكي
الذي يفضحه غباؤه مع كل محاولة فاشلة لإدهاش امرأة يظنّها ساذجة

البكاء المُتهافت ليس مُغريا
والغموض المُفتَعَل ليس كافيا
ولا ادّعاء الحكمة والمثاليّة الزّائدة
لإثارة اهتمام امرأة تُعينها فطرتها على اكتشاف الزّيف من العثرة الأولى

واللغة المُضطربة سلاح ذو حدين
قد يكون آمنا
إذا شاءت المرأة أن تغضّ الطّرف عن عيوب الرّجل وتلوّن نواياه
ولا أعتقد أنه الكلام الفارغ المُنمّق بالأناقة ( رغم الأخطاء والركاكة ) والمغلّف بالعسل
يفيد إلا في جذب الحشرات الضّارّة والنفوس السقيمة
وليس أقبح من غرور المرأة المُتصابية إلا غرور الرّجل الخاوي من معاني الرّجولة
الرّجل الذي يظنّ أنه في السرّاء أسد ثم سرعان ما ينقلب في الضرّاء إلى نعامة

وشهريار
الذي كان ينام مُتوسّدا سيفه الهرم على عرشه المُتهالك
ليروي الصّباحات بالدّم .. وليلوّن أحلام البريئات بالأحمر
ولّى إلى غير رجعة .. وانهار مجده الجبان إلى الأبد

قتلته شهرزاد بسيفه الملوّث بالآثام في آذار الأخضر
ثم بموته عانقتْ الحياة
وعرفتْ معنى الحبّ الحقيقي
.
.


 


رد مع اقتباس