وأشهد إني كل يوم وكل ليلة
انتظر وصلك وهو غاية مرامي
وأشهد إن الحب طعناته ثقيلة
كم عاشق من طعونه ما ينامي
والآن نأتي لشهادتك في عالم العشاق والمحبين ’ تلك الشهادة التي تمثل من يهوى ’ فأنت تشهد على نفسك (( تشهد الله )) إنك تنتظرها في كل الأوقات فإشارتك (( لليوم والليلة )) تدل على أنك تحتريها في كل وقت ’’ تحتريها ليكون الوصل وبالفعل هي أقصى وأعلى رغبات وأهداف من يهوى ويعشق ’ ومن هو متيم بحبه ’ فرغبته تكتمل باللقاء والوصل ’ وهنا تردف شهادتك بشهادة خاصة وعامة ’ فالشهادة الخاصة تخصك فأنت تعاني من ذلك الحب كما يعاني المطعون من طعن الخناجر ’ ولكن تلك الطعنات قوية ’ مثخنة للجراح ’ فالحب كتلك الطعنات أصابك بمقتل ’ روعة ’’ والشهادة العامة لكل العشاق ’ أن تشهد لهم أنهم يعانون من تلك الطعون ’ لحظة شوي هنا ’ جدا روعة التصوير قد لا يحس الطبيب بوقع الأم ’ فدراسته أكاديمية ’ ولكن من يحس بطعون الألم من ذاق من نفس جنسها ’ من نفس ذلك الشعور ’ فأنت تحس بهم ’ لأن ما أصابهم أصابك ’ فعندما يمر الفرد بتجربة ما ’ يقول له من مر بنفس تجربته (( والله حاس بك )) ويكون صادق تماما لأنه أحس بنفس الموقف وعايشه ’ عكس من يقوله وهو لم يذق من نفس الكأس ’ نعم قد يشعر ’ ولكن ليس بقدر من عايش وكابد الموقف بعينه لذا أبدعت ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( غاية مرامي )) : كناية عن أقصى طموحات العاشق الوصل في الهوى
(( أن الحب طعناته ثقيلة )) : استعارة ’ شبهت الحب كمجرم قاتل بآله حادة ’ الغرض منها بيان مدى سطوة الحب على قلب العاشق
(( ما ينامي )) : كناية عن سهر العشاق