ما يشهد الصبح المؤمل للورى
إلا انتظـــارَ متيّـــمٍ مـــتنائي
يا مــن أدافعُ ودّها حتى بدت
قــــمراً تلألأ نـــــورُهُ بسناءِ
آويتها مني مـــحلَّ مـــودةٍ
واستنفرتْ خجلاً منَ الأرجاءِ
في بداية العناق الثاني من الأبيات تأتي لتؤكد ما يميز العاشق الذي انتابه الوله والشوق ’ فهو دائما في حالة ترقب ’ في حالة انتظار لرؤية من يهواها القلب ’ هنا تؤكد إن انتظار الصبح وترقبه ’ لم يوجد كما وجد لعاشق يأمل في ملاقاة من يحبها بشغف ’ ذلك الصبح المأمول إنما وجد وخلق لحالات العشاق ’ فالإنسان العادي بطبيعة الحال ينام ويصحو لصبح ينطلق منه إلى عمل معين ’ بينما العاشق لا ينام ’ يظل ينتظر ذلك النور عله ينال من يمني به ذاته وما يتمناه ’ فذاك الليل لمناجاتها ’ وذلك الصبح في انتظارها ’ روعة ’’وكأن اليوم بأكمله خصص لها ’ ومن بعدهاتبين إنها معك في حالة كر وفر ’ فهي مغرمة بك كما أنت تبادلها الغرام ’ وغرامها يشبه غرامك لحد أن تصفها (( متيم )) وهو شديدة الحب لمن تهوى ’ ولكنها تتباعد وتباعد وسيتضح في القادم لماذا هي هكذا رغم مشاعرها الجياشة نحوك ’’ فتذكر حالتك أنت أيضا معها تحاول أن تقاوم ذلك الحب وتدفعه عنك ’ لكنها حينها تلوح لك بذلك النور الساطع كقمر متلألأ ’’ تلك الصور تبدو لك ’ هنا نلمس إنك لا تستطيع مقاومتها ’ تلك الصورة المنطبعة ذهنيا تجعل ودها يغلبك وينتصر ’’ فتذكر حالك مرة أخرى معها تلك القريبة البعيدة فأنت تبدي لها حبك ’ وعشقك ’ بينما هي تحشد كل حشدها متأهبة مستعدة لإبداء جحافل خجلها ’ الله ما أروع ذلك التشبيه (( تستنفر )) عادة للجيوش والجحافل ’ كونك أسبغتها على خجل محبوبتك ذلك في قمة الروعة ’ فكم هو جميل الحب العذري ’ حب حياء الفتاة رغم حبها الكبير لمن تهوى ’ رائعة هذهالباقة وبشدة أحسنت بها ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( متيم متنائي )) : كناية عن الحب الكبير مع التباعد للخجل ’’
(( يا من أدافع ودها )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه نداء (( يا )) ’ الغرض منه بيان محاولة البعد عنها من باب المعاملة بالمثل ’’ المدافعة هنا المحاولة مع عدم الرغبة الفعلية ’’
(( قمرا تلألأ )) : كنانة عن جمالها ’’ وهنا تشبيه المحبوبة بالقمر ووجه الشبه بينهما هالة النور ’ فهي لها حضور مميز كطله القمر
(( استنفرت خجلا )) : استعارة ’ شبهت الخجل كجيش قابل للتأهب والاستعداد ’ الغرض منها بيان مدى الحياء العذري الذي تتمتع به محبوبتك