واحمرّت الوَجَنَاتُ حين سألتُها
ما سرُّ تفضيلي على الشعراء
فتمايلتْ حتى تواريَ بسمةً
نشرتْ عبيرَ المسكِ في الأجواءِ
نطقتْ بهمسِ حديثِها وتنفست
بين الحديثِ تنفُّسَ الصُعداءِ
نأتي الآن لباقة رائعة جدا ’’ انطلقت من البيت الأخير مما سبقها لتكمل عن روعة ذلك الخجل ’ الذي أراه أحد أسباب تعلق من يهوى بمحبوبته ’ تلك الأنثى الجميلة ’ تتمتع بخجل يزيد جمالها ’ فعند مخاطبتك لها ’ تظهر علامات الارتباك ’ وعلامات عدم استقرار كيانها ’ فحضورك له من الرغبة والرهبة عليها ’ الرغبة لأنك من تحبه ’ والرهبة لذات السبب من حياءها ’ من رغبتها أنت تحظى بكل تلك اللحظات الربكة ’ وبإظهارك للحب والمودة ’ تشعر هي بخجلها الأنثوي الفطري ’ ولكن هنا سبب للخجل ’ فقد باغتها بسؤال يكشف سرها الذي تحاول أن تخفيه ’ سؤالك لها عن سبب تفضيلك من قبلها على باقي الشعر ؟؟؟ ’ فهناك في المحيط شعراء غيرك ’ فما سبب ذلك ’ هنا أرى ملمح قوي من قبلك يلح على طلب إجابة مرضية لتأكيد حبها ’ لتنال الراحة ’ ولتفاخر بنيل حبها ’ لتظفر باعتراف يؤكد لك إن حالها كحالك تماما ’ رغم أنك تعي ذلك ’ لكن يظل التأكيد الكلامي ’ مريحا روعة فعلا طبيعة العشاق كذلك ’ لكنك ترى منها ما يدل على الخجل ’ فاحمرار الوجنتين دليل قاطع على ذلك ’ فالإجابة صعبة عليها ’ رغم معرفتها بها ’ فهنا صاحب ذلك الاحمرار بتدفق الدم نحو وجنتيها كحالة من مواجهه خجل قوي ’ بحركة جسدية بعدم الاستقرار الحركي ’ فكان التمايل بخطواتها ’ تخفي وتغالب بسمتها ’ محاولة أخفاء الأمر ’ تلك الوضعية من احمرار الوجنتين ’ والبسمة المخفية على خجل ’ قد زادتها جمالا وجاذبية ’ لدرجة أنك وصفتها إنها بذلك التمايل نشرت رائحة طيبة زكية ’ كشذى المسك ’ واختيار المسك ليس كأي نوع من الطيب بل إنه نوع غال جدا ’ وكذلك هنا أرى تقريب جمالي لها ’ لأن المسك أساسا يستخرج من الغزلان ’ جمالها ورائحتها الرائعة هنا ’ كمن نثرت بأجوائك ذلك الجمال ’ حتى بات يحيط بك ’ روعة أبدعت جدا ’ هنا تأتي لبيت به حركة سمعية ’ محاولة النطق والتحدث من قبلها ’ كانت بعسر ومشقة ’ فذلك الاعتراف مع ما تتمتع به من الحياء ’ ليس باليسير عليها ’ هنا كان صوتها أقرب للهمس ’ الصوت الخافت الذي يكاد يسمع ’ محاولة أخذ نفس عميق لتخفيف حدة التوتر روعة جدا ’ هذه الباقة حركت الحواس من الناحية البصرية (( احمرار الوجنتين )) ’ من الناحية حاسة الشم (( عبير المسك )) ’’ من ناحية السمع (( همس )) كلها مجتمعة شكلت عناق رائع للمشاعر جدا راق لي ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( احمرت الوجنات )) : كناية عن الخجل الشديد بتدفق الدم واندفاعه نحوهما
((فتمايلت )) : كناية عن حالة الارتباك التي اعترتها
(( عبير المسك )) : كناية عن الجمال والرائحة الطيبة ’’
(( نطقت بهمس )) : كناية عن الخجل والحياء
((تنفس الصعداء )) : كناية عن أخذ النفس العميق للتقليل من حالة الارتباك