الموضوع: هيا أنصفوا ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-18, 03:01 AM   #5
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  يوم أمس (02:13 PM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



" الأبيات 5 ’ 6 "
(( التبريرات للذات العاشقة ))
جُرمي صغيرٌ لا أريد بديلهُ
تاللهِ لستُ بناسخٍ آياتي
هيا أنصفوا ماذا عليّ وإنني
لستُ بيوسفَ كيّ أفرُّ بذاتي ..!
بيتين أخريين تكمل تفاصيل حكاية من سُلبت إرادته تحت مسمى الحب والهوى ’ من قُيدت حركاته ’ فيقول إن جريمته ليست بالكبيرة ولا الشنيعة ولا القبيحة ’ بل على العكس من ذلك تماما ’ إذا كان ذلك يعتبر إجراما على الأقل في مجال العرف ’ فإنه يصر على ارتكابه ’ فذلك الجرم هو الذنب الذي لا يريد التوبة عنه إذا عُد إجراما من الأساس ’’ لكن بعد ذلك يقدم التبرير القوي ’ الذي يحاول من خلاله إن يبرر لذاته المحبة بشغف بحسن وصدق النية فهو يقسم (( تالله )) وهنا يبين إنه ليس لديه النية أن يبدل تلك المهرة بغيرها ’ فهو يريدها هي وهي فقط لا غير ’ روعة أنتَ هنا وأحسنتي بشدة لحظة لنرى في سورة البقرة الآية 106 قال تعالى : (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير )) ’’ نسخ الآية يكون بتعطيل أحكامها بإبدالها بحكم جديد مثلا ’ فكونه آتى بصفة النفي (( لست )) وتأكيده بأسلوب القسم (( تالله )) ’ فهو مصر عليها هي بالذات أشد الإصرار ’ روعة جدا ’ ثم نأتي ونقف في ساحة العنوان في البيت السادس في شطره الأول ’ فيطلب بأسلوب النداء (( هيا )) وعلى فكرة هيا هي أداة النداء للبعيد ’ فهو يطلب الحل حتى ممن بعدوا في المسافة ’ فقد به الحال روعة ’ ولو استخدمي (( يا ))كان بيكون روعة جدا لأنه الأداة للقريب والبعيد معا ’ ومع ذلك أبدعتي جدا ’ فيطلب بالنداء إلى طلب المشورة بمعنى (( ماذا عليّ أن أفعل ؟؟؟ )) وكأنه فقد القدرة على التصرف ’ فلم يعد يستطع مقاومتها ’ وهنا يبرر لذاته بأنه ليس معصوم من الخطأ ’ وارتكاب الذنوب ’ فهو في نهاية المطاف من البشر ’ الذين يقع في شرعهم إمكانية ارتكاب الأخطاء ’ ثم يشير للنبي (( يوسف ( عليه السلام )) فهو لا يشبهه فالنبي يوسف (( عليه السلام )) الله عصمه كونه نبي معصوم عن تلك الزلات ’ وما أروع تقريب الصورة بذكر نبينا يوسف (( عليه السلام )) ففعلا هو نجا بفعل إن الله أنجاه من ذلك الأمر ’ بمراودة زليخة (( أمراءه العزيز )) له ’ فجمال زليخة كان طاغي ’ مع ذلك الله حفظه لحظة تأمل هنا في سورة النبي يوسف الآية 24 قال تعالى : (( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه )) ’ روعة ’ فهو لا يمتلك تلك القابلية على الفرار ’ لأن النبي يوسف (( عليه السلام )) قد هرب ’ لذا قُد قميصه من الخلف ’ هنا يبرر لنفسه ارتكاب حماقات الحب ’ تحت مظلة الحب ’ يبرر العاشق لنفسه ما قد يجعله يقع في المحظور ’ بعدم قدرته على المقاومة ’ فهو خائف عليها ولا يريد أذيتها ’ وفي نفس الوقت هو لا يستطيع مقاومة حبها ’ فهو في صراع بين قوتين متعاكستين ’ لذا يستصرخ بطلب المشورة ’ روعة بيان تلك الحالات الإنسانية في تصرفها ’
الصور والأساليب والمحسنات :
((جُرمي صغيرٌ)) : كناية عن عدم قدرته عن تخليه عن من شغف بها حبا وعشقا
(( لا أريد بديلهُ)) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نهي (( لا )) ’ الغرض منه إصراره على عشقها وعدم رغبته بغيرها
((تاللهِ لستُ بناسخٍ آياتي)) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : قسم (( تالله )) ’ الغرض منه عدم إمكانية تبديل حبها فهو راسخ في قلبه
((هيا أنصفوا ماذا عليّ)) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء (( هيا )) ’ الغرض منه بيان طلب العدل لما وقع عليه من أمر الهوى دون إرادة منه
((كيّ أفرُّ بذاتي )) : كناية عن عدم قدرته على مقاومة حبها وحسنها الفتان وإمكانية الوقوع في الزلل كبشر عادي
روعة التنوع