قالت : عسى تشتاقُ بعض محاسني
وتطوف حول الخصر بالصلواتِ
من بحر هذا الشهد بالقبلاتِ
تنقلين الحوار بصورة سلسلة فقط في هذين البيتين لها ’ لمن وردها ’ لمن شغفته بغرامها ’ لمن أعياه حسنها ’ وكأنها تخاطبه فتبدأ بأفعال الرجاء (( عسى )) وهي متيقنة من إنها تمسك بزمام الأمور ’ ففما تقدم يدل ذلك ’ ولكنها تدعوه أيضا برؤية تلك المحاسن التي فتنته ’ بالتركيز على ماهيتها ’ من هنا تفسير شديد الوضوح لما تقدم من الأبيات فخوفه من ارتكاب الخطيئة ’ إنما بإغراء من مفاتنها ومحاسنها ’ ومن حبها له تدعوه لقرب شديد ’ يكسر حاجز الحب العذري ’ لحب يستبيح حرمات محرمة ’ لما يجره إلى الزلات وارتكاب الزلل ’ فهو وجل ’ من هنا نشأ الصراع الآنف الذكر ’ فهي تتمتع بخصر نحيل وهو من علامات الجمال ذات المقاييس العالمية ’ وتدعوه بما يشابه عدد ومرات الصلاة في اليوم ’ لذا مجاهدتها صعبة ’ فتلك المرات ليست بالهينة ’ وبين صعوبة المراس لتلك الفرس ’ إلى التهاون هنا ’ تحت مظلة الحب ’ فحبها أيضا بشغف غير إدراكي للعواقب التي قد تكون وخيمة ’ فالدعوة في البيت العاشر لتبادل القبل دليل على ذلك ’ البيت أوصل معنى فيه جرأة عالية ’ وحالة قد توجد بالفعل ’ ’
الصور والأساليب والمحسنات :
((بعض محاسني )) : كناية عن الحسن الفتان ’ واقتصاص البعض من الكل دليل على جمالها الفائق ’’
((وتداعب الشفتين حتى ترتوي)) : كناية عن التقارب الشديد والشديد جدا بالقبل الكثيرة (( الارتواء ))
يظهر لي إنها فتاة تدرك شغفه بها ’ وبها صفة اللعوب ’’ ذلك ما يقال عنه الخيال الجامح ’’
(( الشهد )) : تبيه ثغرها بالعسل ’’
(( بحر الشهد )) : استعارة ’ شبهتي ثغرها كالبحر من العسل للدلالة على جمال الشفاة