عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-18, 12:28 AM   #1
بهنس ~

الصورة الرمزية بهنس ~
أندلُسي الهوى

آخر زيارة »  01-21-23 (10:27 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 أجمل امرأة في العالم



كنتُ ولا أزال اسمع بهذه العبارة التي تجزم
(اجمل أمرأة في العالم)

والتي كررها كثيراً من المؤرخين وبذات في وصف (هيلين) هذه الملكة الأسبراطية التي تسببت في حرب طراود والتي قامت (حرب طراودة) من أجلها .

كما اعجبُ من عدم تسمية هذه الحرب ب (حرب هيلين)
مثل ماهو مدون في تاريخ العرب (حرب البسوس)

ولطالما انها كانت هي السبب الوحيد لقيام تلك الحرب العنيفة والتي تعتبر من الحروب الكونية الأولى التي اجتمعت فيها كل الجيوش الطبيعية في تاريخ البشرية جمعاء
فكانت (هيلين) وهروبها مع الذي اغواها (باريس) السبب الأساسي لنشوب تلك المعركة الاسطورية من أجل (أجمل امرأة في العالم) .!

وبالنظر إلى عصرنا الحديث فقد تكررت وصف هذه الجملة (أجمل أمرأة في العالم ) على الاميرة الراحلة (ديانا) التي سّماها الراحل غازي القصيبي (رحمه الله) ليس لجمال حًسنها وجسدها فقط إنما لأعمالها الجميلة والتطوعية في خدمة الانسانية في كل مكان في العالم

أما الملكة (هيلين) فقد قرأت في الملحمة الشعرية الإلياذة التي كتبها أحد شعراء الأغريق أنه أتى فينوس (الهة العلاقات الغير شرعية) وقال له
(الستَ تحب أن اهب لكَ أجمل زوجة في العالم.؟)
ستكون زوجتك مُثلي تغمرك بجمال لا حدود له ولن تشعر معها الا انك معها في جنة ..
فتنة .. نظرات حلوة .. خد متورد .. أهداب كظلال الخلد.. عينان نجلاوان .. جسد ممشوق طويل .. زوجة ترضيك وتفي لك .. قلب ينبض بحبك .. ..باريس يقول ل فينوس .. هاتها ياحبيبي ).

تلك كانت صفات أجمل امرأة في تلك العصور فلم يكن احدُ يلفت لما نلتفت إليه اليوم من صفات أدبية أو اخلاقية وكان من السهل جداً إطلاق صفة الجمال على من تتمتع بالصفات الجسدية الفاتنة , غير أن هيلين تفوقت على كل النساء الجميلات في عصرها .

ويقال أن فينوس لعب دور المحرض في كثير من القصص والاساطير منذ ان كانت الدافع لقيام حرب طراودة حين وعدت ابن ملكها بأجمل امرأة في العالم ومازال التحريض قائم بين الدول والممالك .

والواقع أن دور فينوس في حرب طراودة هو النموذج الأقدم المشابه تماماً لدور البسوس في حرب البسوس وادوار كثير من المعارك التي لم تعد معروفة الأسباب المحرضة فكيف يسمونه (إله) اليس هو الشيطان .!

على كل حال فأنا لست هنا بصدد الحدديث عن تلك الحقبة التاريخية ولا المعارك ولا الحديث عن فينوس والبسوس والشياطين
ولكنني فقط ابحث عن (أجمل امرأة في العالم) وكلما حسبتُ أنني وجدتها أجدني حائراً بين الصفات التي تميزها في العصور البدائية حيث كان كل شيء واضحاً ومُبسطاً وبين الصفات المميزة لها في عصرنا المنتهي الذي بدأ فيه كل شيء غامضاً ومعقداً غير أن الأدب العربي لا يزال محتفظاً بالصفات الأولى في معظم ما يصف به المرأة الجميلة.
فلربما تكون القصيدة نفسها التي تصف الجمال (شكلاً ومضموناً) وتبالغ في وصفه حتى يكون متصدراً على كل جمال العالم

والخلاصة نقول لا يمكن للمرأة أنْ تكون أنثى كاملةً وجميلة، إنْ لم يَجتمع لديها الجَمال الدّاخلي والخارجي معاً؛ إذ إنّ جمال الشّكل الخارجي فقط لا يدوم، ويزول تدريجياً، أمّا الجمال الدّاخلي يبقى للأبد، ولا تغتاله يد الزمن أبداً، وفي مُعظم الأحيان، يطغى الجمال الدّاخلي على الخارجي والأهم من هذا كل أن تتصف المرأة الجميلة بمحاسن الأخلاق والسلام ختام.




كيف نقول للتاريخ هل كنا من الأموات
كيف نعيد ماضينا وقد بعناهُ بالأصوات
ماعدنا نسمع كلام الحب من ازل
هل تبخر الجمال فينا .!
وساح على جيدها في احتضار .!
إلى أين يمضي الكلام الغريب
إلى أين تنظر تلك العيون .!
هل الايام قاصرة .؟
هل كان الليل ابرأ من خيوط نور القمر
هل كانوا بالبراءة يلعبون
وهل كان جمالهم قبل أن يكبرون.؟
ماعاد لي عذرا قد كبرت
وبكل اعذاري تعبت .!
ملت هذه الآجفان مرآة العيون
وما عاد لي عذرا سوى بعض الجنون .!
إن هذا الفضاء يخونهم بكثيرهم
هذا الفضاء يخفي ملامحنا تحت الأجفان
نسينا نغماتنا الأولى
ونسينا ان نفهم أن الأصوات حلال
ولم نعد نفهم أن الضوء سماء
وأن الأرض ظلام .