الأبيات
(( 5 – 6 ))
(( سبب عله القلب ))
وعاشقة ببابي قد الاحت
وأعلم أنها دوما تخني
فقط يا ليتها ذهبت وبانت
ولكن طبعها أن تمتحني
نأتي للسبب الذي أتعبك وأرهقك ’ وجدنا منبع الجرح ’ ومصدره ’ وراء ذلك العذاب كله ’ فتاة مال لها القلب وهواها ’ وعندما نالت ’ وعرفت كما يقال بالعامية (( طاحت على العوق )) وعرفت البلا أين يكمن ’’ سخرته لصالحها ’’ قبل ذلك المعنى لنقف على كلمة (( عاشقة )) أنت تقول إنها تعشقك ’ أي أن هناك بوادر حب من صوبها جعلتك تختار كلمة (( عاشقة )) فالعاشقة تخطت معنى الحبيبة لحب أعمق ’ لكنها رغم تيقنك إنها تعشقك ’’ أنت غير راضي عنها ’ وهنا ألمح وبشدة مشاعر الغضب ’ فأنت أيضا من واقع السرد متيم بها ’ لكنها لا تبادلك الهوى كما تريد أنت ’ فتصرفها يعذبك ومنه إنها تأتي لدراكم ’ وتلمحها وهي قاصدة على ذلك المعنى (( لاحت )) ’’ ولكن هنا تبدي (( الخيانة )) الخيانة كلمة قبيحة وشنيعة ومرفوضة في عالم الحب ’ لكن كيف أن أقول لك أنت وظفتها بروعة غايرت معناها الحقيقي ’’ فانقلبت للضد من جمالية ’’ كيف ؟؟؟ خيانتها تتمثل في عدم تلبيتها رغبتك ’ هنا تقول لها (( يا خائنة )) ’ لأنها بعد أن تطل وتسلب شغف قلبك تختفي ’ فأنت تدخلها في عداد الخيانة ’ لأنها كأنها تسلب قلبك وتحيرك وتختفي ’ فالعاشق المتيم ’ لا تكفيه لحظات يقتنصها على عجل ’ والعاشق وإن طال المكوث لا يمل ويراه وقت قصير ’’ فهنا تجلت جمالية المعنى روعة ’’ وهنا تتمنى إنك لم ترها من الأساس فليتها لم تحضر ’’ ولم تأتي فحضورها أربك حالك ’ فلا أنت نلت ما يريح بالك ’ ولا هي بالغائبة تماما عنك ’’ هنا نوع من الطرافة على فكرة التي تثير البسمة ’ تلك المضنية لك ’ هنا أيضا أتذكر بيت لأبن زيدون في نونيته إذ يقول مخاطبا ولادة بنت المستكفي بنتم وبنا فما ابتلت جوارحنا شوقا إليكم ولا جفت مآقينا أحسنت ’’ فيها طبع إنها من النوع الذي يغذي غرور الأنثى التي تهوى من قبل من يعشقها ’ فظهورها هنا لترى ردة فعلك وكيفيتها ’ وكأنك في اختبارات المحبين في عالم الإخلاص والوفاء وتأكيد معنى المحبة ’’ هنا أيضا طرافة بلمحة جميلة ’’ بيتين رائعين ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( عاشقة ببابي قد ألاحت )) : كناية عن مبادلتك الغرام
(( دوما تخني )) : كناية عن عدم تحقيق غاياتك معها في المحبة
((ذهبت وبانت )) : ترادف
جميلة الصور ’’